أكد مختصان في الشأن "الإسرائيلي"، أن الحرب بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبين الاحتلال الإسرائيلي، ما زالت مستمرة على شكل "حرب صامتة"، تجري رحاها عبر الوسائل التقنية المختلفة، استعدادا للمواجهة الميدانية القادمة.
وفي حزيران/ يونيو الماضي؛ قرر الاحتلال إقامة قسم جديد في الجيش، يختص بـ"السايبر" (الشؤون التقنية والإلكترونية)، ليتبعه الأحد الماضي قرار بتزويد كل جندي "إسرائيلي" بجهاز آيباد، لمنح الجنود "الأفضلية في ساحة المعركة"، بحسب ما نقله موقع "المصدر" الإسرائيلي عن الناطق باسم القسم، أورون مينحا، الذي قال إن "الحرب الأخيرة كانت نقطة تحول في المعركة عبر الشبكة العنكبوتية، ولقد نجحنا في إيصال معلومات في اللحظة الحاسمة".
يقول الخبير في الشأن "الإسرائيلي"، عدنان أبو عامر، إن انتهاء الحرب الميدانية بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال، "لم يوقف الحرب الصامتة المستمرة خلف الكواليس، سواء كانت على البعد الاستخباري أو المعلوماتي"، لافتا إلى أن هناك "علاقة مباشرة بين تلك الحرب، وقناعة الجانبين بأن هناك جولات عسكرية جديدة قادمة بينهما".
وأضاف لـ"عربي21": "تحاول المقاومة والاحتلال كل من طرفه؛ التحضير لمثل هذه المواجهة، من خلال إعداد قاعدة معلوماتية استخباراتية؛ تساعدهما في إعداد بنك الأهداف الخاص بكل منهما للمواجهة القادمة".
إمكانات المقاومة
وأوضح أبو عامر أنه "مع التقدم التقني الذي يشهده هذا العصر؛ فقد بات من الواضح أن المقاومة الفلسطينية عملت على تطوير أدواتها التقنية، فأصبحت تمتلك بنية تقنية متقدمة، لها علاقة بالقراصنة الإلكترونيين (الهاكرز)، وهو ما أدركه الاحتلال"، معتبرا أن "الساحة الإلكترونية هي جبهة حرب إضافية، يتحسب لها الجانبان بشكل دقيق في ضوء ما لديهم من قدرات تمكنهم من الوصول للمعلومات، أو توجيه هجمات إلكترونية تحدث خسائر بين الحين والآخر".
ونوه إلى أن استعداد الاحتلال لمثل هذه المواجهة يشمل "إعداد وتحديث بنك المعلومات، ومحاولة إبطال القدرات الفنية والتقنية للمقاومة، والعمل على إعداد بنك الأهداف القادم؛ الخاص بمدى امتلاك المقاومة لقدرات تقنية؛ تحاول المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية إحباطها".
وقال أبو عامر إن الأشهر والأسابيع الأخيرة؛ شهدت تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أن حرب السايبر (الحرب التقنية)، تعد "جبهة قتالية لا تقل على الجبهات العسكرية الأخرى"؛ مشيرا إلى قول "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو" عند تعيينه يوسي كوهين رئيسا لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، الثلاثاء الماضي، إن "لدينا جبهة قتالية متعلقة بحرب السايبر والإنترنت".
فشل "إسرائيلي"
من جانبه؛ قال المختص في الشأن "الإسرائيلي" عمر جعارة، إن "نتنياهو الذي يعتبر حركة حماس العدو الأول؛ يولي اهتماما كبيرا بحرب المعلومات الإلكترونية (السايبر)، وذلك من خلال حديثه المستمر حول الاستعداد والتجهيز لهذه الحرب".
وأوضح أن الحرب بين الاحتلال والمقاومة "ما زالت مستعرة"، وليس أدل على ذلك من اهتمام الإعلام الإسرائيلي بتصريح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، حينما قال: "الانتفاضة لم تُخرج ما في جعبتها في وجه الاحتلال "، وذلك خلال كلمة له في الملتقى الدولي الثالث للتضامن مع فلسطين، الذي عقد في بيروت الأربعاء الماضي.
وأكد جعارة أن "الاحتلال يدرك بشكل كبير؛ أنه لا يستطيع أن يُركع المقاومة في قطاع غزة، ولا أن يحرز أي انتصار على مقاومة تتخذ من باطن الأرض في غزة مقرا لها".
وأضاف أن "الاحتلال لا يمتلك معلومات عن المقاومة في القطاع"، مدللا على ذلك "بفشل الاحتلال الذريع، وعجز أجهزته الأمنية عن التعرف على مكان أسر الجنود الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة، ومن قبل مكان أسر الجندي جلعاد شاليط".
وتابع جعارة: "لذا؛ بات الاحتلال يحرص على الحصول على المعلومات بالطرق التقنية المختلفة، سواء من خلال البالونات الطائرة، أم الطائرات بلا طيار، ذات التقنيات الحديثة، في ظل نجاح المقاومة في محاربة ظاهرة العملاء بقطاع غزة".