المكتب الاعلامي – خاص:
تتضمن خطة الاحتلال في شقها المتعلق بالحرب النفسية والإعلامية، تخصيص حيّز من الفضاء الإعلامي الحديث على مواقع التواصل الإجتماعي لبث سمومه ومصطلحاته ووجهات نظره ورواياته باللغة العربية، وقد أنشأ الإعلام الصهيوني لهذا الغرض العديد من الصفحات الناطقة بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعي، للتأثير على الفلسطينين والعرب بما يتلاءم مع المصلحة الصهيونية، وللتحريض على المقاومة الفلسطينية، ونشر المفاهيم اليهودية التهويدية.
التأثير الإعلامي
أثبتت دراسات الإعلام الحديثة أن من أقوى أنواع التأثير الإعلامي على جمهور آخر، التحدث بلسانه ولغته، حتي يتمكن من فهم الرسالة الإعلامية الموجهة إليه، وأخذ الانطباع المقصود عن محتوى الرسالة الإعلامية، لنشر وجهة نظر المرسل وآرائه وأفكاره وثقافته، والتأثير على المستقبل وهو الجمهور المستهدف.
على أساس ذلك؛ جاء الإعلام العبري الناطق بالعربية، الذي يستهدف الجمهور الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام. ويعتبر موقع فيسبوك الأشهر بين مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين، الأمر الذي دفع الإعلام العبري الناطق بالعربية للتوجه إلى فيسبوك وإنشاء صفحات عليه.
وينطبق على وسائل الإعلام الصهيونية الناطقة بالعربية نظريتا الإعلام، الأولى، ترتيب الأولويات التي تصنف المواضيع المنشورة حسب أهميتها بالنسبة للجمهور المستهدف أي الفلسطينيين، وتفترض هذه النظرية أن هذه الطريقة تؤثر بشكل مباشر على الرأي العام –الفلسطيني- وتجبره على التفكير في إطار المواد الإعلامية المنشورة.
النظرية الثانية هي حارس البوابة الإعلامية، وتفترض هذه النظرية أن كل ما ينشر في وسائل الإعلام يمر من عدة بوابات تقوم بدراسة شكل ومضمون المواد الاعلامية، وتفرض رقابة عليها كسلطة سياسية أوعسكرية أوإعلامية، بناء على أفكار وأيديولوجيات القائم بالعملية الاتصالية وهو الاحتلال في حالتنا هذه.
أهداف الصفحات الناطقة بالعربية
وتتعدد أهداف وسائل الإعلام الصهيونية الناطقة بالعربية، لكنها تعد نوعا من الحرب النفسية التي يقودها “الكيان” ضد الفلسطينيين والعرب، للتأثير على نمط تفكيرهم ومعنوياتهم ومعتقداتهم، إضافة لتشويه حركات المقاومة الفلسطينية، وحرف الشباب عن الاهتمام بقضاياهم الرئيسية والوطنية، “الإعلام الصهيوني.. السلاح الأمضى في المعركة”.
ويرى مختصو الإعلام الصهيوني أن الهدف الصهيوني الأسمى، هو خلق نوع من التقبل لدولة الاحتلال في المنقطة الفلسطينية والعربية، والترويج للفكر اليهودي حسب ما أشار إليه باسل النيرب في كتابه (الإعلام الإسرائيلي ذراع الجلاد). من جهة أخرى سهّل الفيسبوك عمل أجهزة المخابرات الصهيونية فيما يتعلق بدراسة المجتمعات العربية، وزرع العملاء فيها.
وتركز الصفحات الناطقة بالعربية على نشر القضايا المتعلقة بالجنس، والاغتصاب، والمثليين، إضافة إلى المواد الصحافية المتعلقة بالاكتشافات الأثرية في فلسطين التي تثبت التاريخ والحق اليهودي فيها، وعادة ما تكثر مثل هذه المواد على صفحات ومواقع الإعلام الصهيوني الناطق بالعربية.
صفحات مسمومة
ومن بين هذه الصفحات صفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، حيث يحاول من خلالها تحسين صورة جيش الاحتلال، والتحريض على القيادة والأحزاب والمقاومة الفلسطينية، وتحظى صفحته بتفاعل كبير من معارضيه، إلا أنه أيضا استطاع التأثير على بعض الجنسيات العربية التي تعتقد بصدق ما ينشر، ويبلغ عدد متابعيه 820 ألف.
صفحة “إسرائيل تتكلم العربية”، وهيّ صفحة داعية للتطبيع، أنشأتها وزارة الخارجية الصهيونية، ويتم نشر جميع المواد عليها بتصريح من وزارة الخارجية الصهيونية، تركّز بصورة أساسية على العلاقات بين الكيان والدول العربية، في محاولة لإثبات أن الاحتلال جزء من المنطقة، وتحاول عكس صورة ايجابية عن الاحتلال واليهود، ويبلغ عدد متابعيها 683 ألف.
صفحة “إسرائيل بدون رقابة” التي تتبع بشكل مباشر إلى موقع المصدر الصهيوني الناطق بالعربية، والمصدر هو موقع يعنى بالأخبار الصهيونية والإقليمية الساخنة، ويطمح إلى خلق حوار تطبيعي مع “الكيان”، ويحرض على المقاومة الفلسطينية، ويلتزم الموقع بسياسة تحريرصهيونية .
ويتولى رئاسة التحرير في الموقع الصحافية اليهودية شيمريت مئير، وكل مواد الصفحة تكون مأخوذة من موقع المصدر، ويبلغ عدد متابعيها مليون و372 ألف متابع، علما أن هناك أيضا صفحة رسمية باسم “المصدر” تتبع للموقع ولكن عدد متابعيها أقل حيث يصل إلى 531 ألف.
صفحة أوفير جندلمان وهي الصفحة الخاصة بالمتحدث الرسمي باسم رئيس حكومة الاحتلال، تسير في نفس الاتجاه مع صفحة أفيخاي إلا أن الأخير “عسكري”، وجندلمان “سياسي”، ويسعى جندلمان إلى نقل تصريحات نتنياهو بعد تجميل صورتها للأوساط الفلسطينية والعربية، ولا يغفل التهجم على الفلسطينيين، ويبلغ عدد متابعيه 59 ألف.
صفحة “إسرائيل في مصر”، تديرها السفارة الصهيونية في مصر، وتهتم بالجديد في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وتحاول إبراز الجانب الاجتماعي لدى الاحتلال الصهيوني، حيث تنشر بعض العادات والتقاليد الصهيونية في المناسبات المختلفة، ويبلغ عدد متابعيها 46 ألف.
صفحة “قف معنا بالعربية” (StandWithUs Arabic)، تهدف الصفحة إلى تجريم الفلسطينيين وعمليات المقاومة، وتركز على الاكتشافات الأثرية في محاولة لإثبات الحق التاريخي في فلسطين، والتحريض على الفلسطينيين والمقاومة، ويبلغ عدد متابعيها 39 ألف
صفحة “أكاذيب الإعلام العربي”، وتدعي الصفحة أنها تعمل من أجل إظهار الحقيقية التي تخفيها وسائل الإعلام العربية، وتحرض على الدول العربية والإسلامية، كما تحارب كل ما ينشر ضد “الكيان” وجراءمه، وتدعي بأنها فبركات إعلامية، وتعمل على إظهار الدول العربية والإسلامية بأنها وحشية، ويبلغ عدد متابعيها 30 ألف.
صفحة “The Times of Israel Arabic” وهي تابعة للموقع الإخباري الصهيوني تايمز أوف إسرائيل الذي يبث من القدس، و يبلغ عدد متابعيها 42 ألف، وتم تأسيسه في العام 2012، ويرأس تحريره الصحافي البريطاني الأصل دايفيد هوروفيتس، ويهتم الموقع بالتطورات في الشرق الأوسط والجالية اليهودية في جميع أنحاء العالم، ويعتمد سياسة تحريرصهيونية خالصة.
صفحة “إسرائيل في الأردن”، وهي صفحة تطبيعية تدعو إلى السلام ونبذ العنف، وتحرض على المقاومة الفلسطينية وتعتبرها إرهاب، وتشرف على الصفحة وزارة الخارجية الصهيونية، وتدعي أنها تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والنمو الاقتصادي والصداقة بين دولة الاحتلال والأردن، وبلغ عدد متابعيها 20 ألف.
صفحة” Israel in Arabic إسرائيل بالعربية”، وهي تابعة لموقع “إسرائيل” بالعربية الإلكتروني، وهو ليس مختصا بالتقارير والقصص، ويحاول إظهار الخلفية الدينية والفكرية اليهودية في القضايا التي يعرضها، كما أن صفحته موجهة للعالم العربي وتهدف إلى نشر صورة مجملة عن الاحتلال، ويحارب العادات والتقاليد العربية، وبلغ عدد متابعي الصفحة 50 ألف.
صفحة “رئيس الوزراء الصهيوني”، وهي الصفحة الرسمية لنتنياهو الناطقة بالعربية، وينشر عليها تصريحات نتنياهو وتحركاته السياسية، وبلغ عدد متابعيها 252 ألف، بالإضافة للعديد من الصفحات الصهيونية الأخرى والصغيرة، مثل صفحة “عرابيل – صوت إسرائيل والتلفزيون الإسرائيلي” التابعة لموقع الإذاعة العبرية.