قامت إدارة مصلحة السجون ومع ارتفاع أعداد الأسرى في الشهور الثلاثة الأخيرة بشكل واضح تزامناً مع انتفاضة القدس الحالية، بتركيب أجهزة تشويش جديدة في العديد من السجون بهدف الحد من استخدام أجهزة الاتصال المهربة التي يستخدمها الأسرى للتواصل مع الخارج مدعيه أن الاتصالات تشكل خطر على امن الاحتلال.
وأوضح مراسل إعلام الأسرى أن الاحتلال يستخدم أجهزة التشويش كأحد الوسائل التي يحارب بها الأسرى ، ويزيد من معاناتهم وينغص حياتهم، والتسبب بإيذائهم جسدياً ونفسياً من أجل أن يبقى الأسير رهين الأسر والمرض طوال فترة اعتقاله، لذلك يعمد الاحتلال إلى تركيب أجهزة تشويش في معظم السجون، لعلمه الأكيد بأنها تتسبب بأضرار صحية خطيرة عليهم، وخاصة الأجهزة المتطورة التي بدأ الاحتلال يزرعها مؤخراً خلال الشهور الأخيرة في بعض السجون.
وأشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال واصلت خلال العام 2015 زرع أجهزة التشويش في داخل أقسام وقرب غرف الأسرى في السجون، حيث قامت بتركيب (24) جهاز تشويش جديد في عدة سجون ، بينما كانت قد زرعت (37) جهاز تشويش خلال العام الماضي 2014، الأمر الذى تسبب بمشاكل صحية عديدة للأسرى .
أضرار صحية
ويصدر عن أجهزة التشويش هذه اشعاعات تسبب أضرار صحية واضحة على الأسرى، وقد اشتكى العشرات من الأسرى في السجون التي يتواجد بها أجهزة تشويش، من أعراض صحية ومنها القلق، وقلة النوم ، والصداع وآلام الرأس وتسارع في ضربات القلب، إضافة إلى مشاكل في السمع، تزيد مع الأسرى الذين يمضون سنوات طويلة في السجون، وهذه الأمراض تزيد خطورة في السجون التي تم تركيب أجهزة تشويش متطورة فيها كسجن ايشل هذا إضافة إلى الصوت المزعج التي تصدره على مدار الوقت .
حرب ممنهجة
ونقل إعلام الـأسرى عن أسرى سجن ريمون أن زرع أجهزة التشويش بشكل مستمر يأتي في إطار الحرب الممنهجة والمقصودة التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى، فهو يدرك جيداً خطورتها على الأسرى، ورغم المطالبات المستمرة للأسرى بضرورة إزالتها لخطورتها على صحتهم، إلا أن الاحتلال يتعمد زيادتها ، رغم أن المساحة التي يعيش فيها الأسير محدودة ولا تتعدى عدة أمتار ، كما يتعمد الاحتلال من خلال وضع أجهزة التشويش بالقرب من أماكن تواجد الأسرى ونومهم، ولا تبتعد عدة أمتار عنهم مما يؤثر على سلامتهم ، بينما يبعد تلك الأجهزة عن أماكن إقامة عناصر الشرطة الذين يعملون في أقسام السجون لعلمهم المطلق بأنها تؤثر سلباً على صحة الإنسان.
كل السجون
و لا يكاد يخلو سجن من أجهزة التشويش، ولكن بنسب متفاوتة وهناك سجون يوجد بها أجهزة غير مكشوفة ، ولا يشاهدها الأسرى بالعين، لكن تأثيرها السلبي يؤكد وجودها قرب الأسرى ، بينما ترتفع أعداد تلك الأجهزة حسب قناعات الاحتلال بوجود أجهزة اتصال بشكل كبير في أحد السجون ، مما يرفع عدد الأجهزة الموجودة بالسجن ، فمثلاً في سجن ريمون لوحده يوجد ما يزيد عن (25) جهاز مركبة على أعمدة خاصة موزعة على الأقسام المختلفة في السجن ، بينما في عوفر يوجد ما يزيد عن (16) جهازاً للتشويش ، وكذلك في سجن النقب هناك ما يزيد عن (18) جهاز تشويش .
جهود الأسرى لوقفها
وخاض الأسرى في العديد من السجون احتجاجات متعددة من أجل الضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب الخفية ضدهم ، معتبرين الأمر استهتاراً بحياتهم ، ووسيلة جديدة للتنكيل بهم، إلا أن الاحتلال يصر على زرع تلك الأجهزة ، فيما يخشى الأسرى أن تتسبب تلك الأجهزة بإصابة بعضهم بمرض السرطان، وخاصة أن العديد من الأسرى اكتشف إصابتهم بهذا المرض في السنوات الأخيرة.
وطالب مكتب إعلام الأسرى المنظمات الحقوقية الدوليَّة والمنظمات المعنية بالجانب الصحي إرسال لجنة متخصصة لفحص آثر أجهزة التشويش على صحة الأسرى، قبل فوات الأوان .