المكتب الإعلامي - وكالات
مع دخول انتفاضة القدس شهرها الخامس على التوالي، عادت المفاجآت من جديد، وكانت هذه المرة مفاجأة من العيار الثقيل.. ثلاثة فتيان يقومون بالتخطيط والإعداد لعملية كبرى في مدينة القدس المحتلة، في سابقة اعتبرها الاحتلال أنها معركة حقيقية كادت أن توقع العديد من القتلى في صفوف جيش الاحتلال.
ووفقا لأبرز وأهم ما جاء بوسائل الإعلام العبري، يتضح أن العملية شكلت "نقلة نوعية وأحدثت إرباكا لدى قيادة الاحتلال التي سارعت إلى اتخاذ قرارات والحديث عن دراسة خطوات على الأرض".
معركة حقيقية
عملية نوعية مسلحة كهذه أربكت القيادة "الإسرائيلية"، التي تساءلت كيف وصل منفذو العملية من جنين إلى القدس عبر الحواجز المنتشرة في الضفة والقدس، مما دفع وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان للقول "تم منع مجزرة كادت أن ترتكب بصفوف الجنود".
فيما صرح نير بركات رئيس بلدية القدس "إن عملية القدس هي معركة حقيقية والشرطة منعت كارثة كبيرة كادت أن تحدث".
موقع 0404 ذكر نقلا عن تقديرات الشاباك بأن منفذي عملية القدس كانوا ينوون تنفيذ عملية جماعية تقدر بعشرات اليهود بواسطة البنادق والقنابل والسكاكين، أما نائب قائد منطقة القدس العميد أفشالوم بيليد فعقب على الحادث: "هذا تصعيد كبير في استخدام الأسلحة الآلية والسكاكين والمتفجرات ضد ضباط الشرطة والمقاتلين".
عهد جديد من العمليات
صحيفة معاريف نقلت عن مسؤول أمني كبير قوله "الانتشار المكثف لقوات حرس الحدود في القدس منعت من تنفيذ عملية خطيرة للغاية، كادت أن تتسبب بمقتل ضحايا كثر من الجنود والمستوطنين، فيما ذكر قائد الشرطة العام روني ال شيخ ، جنود حرس الحدود منعوا تنفيذ عملية خطيرة للغاية بأجسادهم، وعلى ما يبدو أن الهجوم كان مخططا له مسبقا وأن الحديث يدور عن ارتفاع أعمال الإرهاب في العاصمة".
الوزير إيلي يشاي نائب نتياهو دعا إلى طرد وتهجير عائلات منفذي العمليات الفدائية، وقال: أصبحت الهجمات العنيفة واقع مؤلم، فيما أكد المتحدث بلسان شرطة القدس أن هذا الهجوم المسلح يختلف تماما عن ما عهدناه حتى الآن، وفي تصريح لشرطة الاحتلال قالت: خفت وتيرة العمليات لكنها أصبحت أكثر دموية، واعتبر الإعلام العبري أن عملية القدس تنذر بتصاعد الأعمال المقاومة.
"تسفي يحزقيلي" المحلل العسكري في القناة العاشرة قال معلقا على عملية القدس: "المنفذون لم يعودوا بحاجة للذهاب للمهندس من أجل الحصول على أسلحة، اليوم يوجد ما يمكن تسميته بتنظيم الوحيدين الذي من غير الممكن التعرف عليه بشكل مسبق".
فيما نقلت القناة الثانية عن نائب رئيس بلدية القدس "دوف كالمانوفيتش قوله: "هناك حاجة للعمل ضد الإرهاب وليس فقط للدفاع عن أنفسنا، حيث إن العملية تمثل تصعيدا كبيرا في الهجمات، وعندما يأتي الإرهابيون مسلحين بالبنادق والمتفجرات والسكاكين، لا يمكن أن يستمر هذا الادعاء بأنها أعمال إرهابية فردية".
إفلاس أمني
ويرى محلل في الشؤون الصهيونية في هذه العملية نهج جديد يَتَّبِعهُ شبان الانتفاضة بالتحول من المنفذ الوحيد إلى طور التخطيط والإعداد والتنفيذ الجماعي، العملية التي نفذها الشهداء الثلاثة بعد ما قطعوا مسافة تزيد عن 110 كيلو، متحدين بذلك منظومة أمن الاحتلال واستطاعوا الوصول إلى منطقة حساسة، ونفذوا عملية مميزة كان ينقصها التوجيه فقط.
وبحسب المحلل، فإن عملية كهذه تفتح شهية الشبان الفلسطينيين للقيام بعمليات مشابهة توقع عددا أكبر من القتلى في صفوف الصهاينة، كما أنها أحدثت صدمة كبيرة للاحتلال من حيث تطور الأسلحة المستخدمة وعدد المنفذين وطريقة التنفيذ.
واستهجن المحلل حالة الإفلاس الأمني التي وصل إليها الاحتلال حيث اضطر إلى عقد جلسة للكبينت عقب العملية بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان ووزير الأمن الداخلي ومفوض الشرطة العام ورئيس الشاباك والنائب العام، تمخض عن الجلسة فرض حصار كامل على بلدة قباطية وإجراء اعتقالات بجميع أنحاء الضفة، والدفع بالتعزيزات الأمنية إلى شمال الضفة، هذه القرارات تشير إلى فقد المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية لزمام الأمور والتخبط في اتخاذ القرارات.