يتضح من خلال ما يظهر في سلسلة العمليات الفدائية التي نفذها شبان فلسطينيون خلال الأسابيع الأخيرة من الانتفاضة الجارية ظهور ظاهرة جديدة للعمليات، ينفذها اكثر من شخص وتكون بأساليب متنوعة، لتصبح هذه الظاهرة أيقونة جديدة في سلسلة أيقونات الانتفاضة التي اندلعت مطلع شهر أكتوبر.
تقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير مفصل لها اليوم الخميس: “إن إسرائيل لم تعد كما السابق تواجه ظاهرة “الذئب الوحيد” خلال هذه الانتفاضة، فقد أصبحت الآن تواجه جيشا من المنفذين المزدوجين وربما يكونون أكثر من اثنين، لزيادة الضحايا ولتكون هذه العمليات أكثر إيلاما”.
ومنذ بداية الانتفاضة الجارية _بحسب الصحيفة_ شهدت الأسابيع الأخيرة 13 عملية نفذها شخصين أو أكثر في الضفة الغربية والقدس، وهذه الظاهرة باتت تشكل القلق الأكبر للأجهزة الأمنية كون عناصرها شبان يعرفون بعضهم البعض وفي تشكيلاتهم كسر للقاعدة التي تقول “إن خروج السر لشخص ثاني يعني بالمطلق انفضاح السر، وهي القاعدة التي تبناها منفذو العمليات السابقة الذين كان الواحد منهم يقرر في قرارة نفسه تنفيذ العملية دون أن يخبر أحدا بها، وهذا بحد ذاته تطور خطير في طريقة تفكير الشباب الفلسطينيين من منفذي العمليات”.
أمس الأربعاء قام شابان وربما ثلاثة بتنفيذ عملية طعن أصيب خلالها جنديان بحرس الحدود قرب نابلس، في حين تمكن المنفذون من الانسحاب من المكان، كما استشهد بالأمس أيضا شابان بالقرب من المكان أيضا جنوب نابلس بعدما تمكنا من اقتحام إحدى المستوطنات القريبة وطعن احد حراس المستوطنة وإصابته، قبل ان يتم إعدامهما على يد عناصر من جيش.
ولا تزال قوات من جيش الاحتلال تجري عمليات تمشيط وبحث واسعة عن المنفذين في محيط مستوطنة “براخا” جنوب نابلس والقرى المحيطة بها، كما نشرت قوات الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية في المنطقة والطرق المؤدية لها، تجري قوات الاحتلال تحقيقات ميدانية مع أهالي المنطقة، في حين أغلقت قوات الاحتلال معظم مداخل مدينة نابلس على إثر العملية.
وتعلق الصحيفة “هذه الظاهرة تنظر إليها الأوساط الأمنية الإسرائيلية بعين الخطورة، فهي ناجمة عن أشخاص خططوا لهذه العمليات من قبل، ولم تكن وليدة اللحظة، وهي تتم بطريقة أكثر تطورا وتعقيدا”.
وتضيف “هذه العمليات التي بدأت في العملية التي نفذها الشابان بهاء عليان وبلال أبو غانم في القدس مطلع الانتفاضة الجارية والتي قتل فيها 3 مستو طنين، والعملية التي نفذها الشابان إبراهيم علام وحسين أبو غوش، قرب مستوطنة “بيت حورون” وقتل فيها مستوطن، والعملية التي نفذها 3 شبان من بلدة قباطية في جنين على باب العامود بالقرب من البلدة القديمة في القدس وقتلت فيها مجندة بحرس الحدود، تزيد من قلق الأمن بسبب أنها آخذة بالازدياد”.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر كثيرا في أوساط الشبان من العائلات ذات الخلفية السابقة في المواجهة مع الاحتلال، أو من أبناء القرية الواحدة، وفي غالب الأحيان يكونوا أقرباء أو أصدقاء منذ الطفولة، قرروا الانتقام لصديقهم او قريبهم الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال.
وتؤكد الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية صهيونية أن منفذي العمليات ممن نفذوا عملياتهم على شكل مجموعات يهدفون لتعقيد المسألة على القوى الأمنية لتحديد أي المهاجمين المحتملين سينفذون هجومهم، وهو سؤال لا يزال ينتظر الإجابة عليه داخل أروقة الاجهزة الأمنية الصهيونية.
نقلا عن : قدس الإخبارية