في منزل الأسير يسري المصري بدير البلح يتسلل القلق إلى قلب أمه وأشقائه ومحبيه، فالأنباء الواردة من سجنه دائماً غير سارّة.
ففي آخر مخابرة تليفونية بينه وبين أمه ناشدها أن تدعو له لأنه يترقب الشهادة في أي لحظة بعد أن رفضوا معالجته بعد تدهور صحته بشكل حرج.
وكان الاحتلال اعتقل المصري سنة 2003 وهو في عامه الجامعي الأول وحكمه عشرين سنة بتهمة مقاومة الاحتلال وقد مرض بسرطان الغدد قبل 5 سنوات وتدهورت حالته حتى بات يتكلم بصعوبة.
ويعاني المصري من مشاكل صحية في الكبد والنخاع والغدد والعيون ويعد من أكثر الأسرى المرضى بالسرطان معاناة، لكن الاحتلال يرفض الإفراج عنه أو تقديم العلاج اللازم له.
الشهيد الحي
في ديوان العائلة المجاور لمنزل الأسير يسري تستقبل والدته كل من جاء للاطمئنان عليه بعد ورود أنباء عن تدهور حالته بشكل غير مسبوق، وترد بكثير من الدعاء له بالشفاء والحرية.
وصل الحد بيسري لأن يفقد القدرة على النطق أو الكلام في نوبة مرضه الحالية؛ لأنه الغدد متضخمة بشكل كبير وآلامه في الأمعاء والكبد والعيون زادت كثيرا".
شقيقه ياسر الذي ملّ من المشاركة في الاحتجاجات والإدلاء بالتصريحات فيرى أن يسري وكثير من الأسرى المرضي يعيشون القتل المتعمد بالبطيء بعيداً عن أي إجراء فعّال للحد من معاناتهم.
ويضيف ياسر نقل مؤخرا من سجن إيشل لسجن النقب بدون علاج فقط لزيادة معاناته في البوسطة، لم يعطوه آخر جرعات الكيماوي ولديه هزل شديد فوق مرضه، زارته أمي قبل شهرين ونصف، وكان يتكلم بصعوبة".
أصدقاء الأسر
وترددت في الشهور الماضية أنباء عن إمكانية الإفراج عن الأسير المصري ضمن كشف مقترح للأسرى المرضي بأمراض خطيرة لكن الاحتلال عدل عن إطلاق سراح المصري.
ويؤكد جلال صقر الأسير المحرر وممثل جمعية واعد للأسرى والمحررين أن الاحتلال يتحكم في كشف الأسرى المرضي بأمراض خطيرة، وقد شطب عدة أسماء قبل وصول مقترح الإفراج عنهم لمرحلة مهمة.
ويتابع "نحن كأسرى محررين وجمعية تهتم بأمور الأسرى نقف بجوار معاناة يسري وأسرته، ونحاول تفعيلها إعلاميا وحقوقياً ونحرض المقاومة على وضعهم في سلم أولويات أي صفقة قادمة".
ويقول الأسير المحرر فؤاد أبو العمرين الذي جاء في زيارة لوالدة الأسير المصري تضامناً مع الأنباء الحرجة الواردة من السجن لمراسلنا، إنه عاش مع المصري في قسم واحد، وشهد حالته ومرضه، لكنه كان دوماً يتمتع بمعنويات عالية.
ويتابع: "كان زملائي يسألون عن الحرية وكان يسري تواقا لها، وقد تركناه وخرجنا في صفقة وفاء الأحرار بوضع أفضل نسبياً من حالته الحالية".
ومنذ الصيف الماضي يحاول أشقاء الأسير المصري إخفاء تفاصيل أي مكالمة واردة من السجن عن والدتهم؛ لأنها في الغالب تحمل مزيداً من الألم والقلق عن شهيد حي أضحى ينطق بصعوبة.