رفضت عائلة الشهيد الطفل حسن مناصرة (15 عامًا) تسلّم جثمان نجلها، بسبب "تجمد جسده بشكل كامل"، بعد احتجاز دام أكثر من خمسة شهور، في ثلاجات تابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت مخابرات الاحتلال، قد قرّرت تسليم جثماني الشهيدين المقدسييْن، حسن مناصرة، وعمر ياسر اسكافي (21 عامًا) لعائلتهما، وكلاهما من سكان بلدة "بيت حنينا" شمالي مدينة القدس، بعد منتصف ليلة أمس (الاثنين- الثلاثاء)، لدفنهما في مقبرة "باب الأسباط" في المدينة.
وأفادت المصادر أن قوات الاحتلال فرضت "طوقًا أمنيًا" حول مقبرة "باب الأسباط"، وأغلقت عددًا من الشوارع المؤدية إليها، وشرعت بتفتيش وُصف بـ "المُهين" للمشيّعين من عائلة مناصرة قبل دخول المقبرة.
لافتة النظر إلى أن العائلة رفضت تسلّم جثمان نجلها عقب معاينته، "بسبب حالته المتجمّدة جدًا".
وأوضحت عائلة مناصرة أن الاحتلال يسعى إلى "إذلالها" بالطريقة التي أراد أن يُسلم جثمان الشهيد حسن عليها، "وهي متجمدة، بحيث يصعب على ذويه وداعه، وإدخاله إلى قبره وهو بهذه الحالة".
وأضافت العائلة: "لا يمكن تقبّل فكرة أن الاحتلال لم يستطع تدارك الأمر أو التعامل مع الجثمان وتسليمه لنا بطريقة تضمن إمكانية وداعه، لذلك رفضنا نهائيًا استلامه الليلة".
وقالت إنها ننتظر "إعلانًا واضحًا ورسميًا" من قبل الاحتلال عن موعد محدّد لتسليم جميع الجثامين "بطريقة محترمة".
وفي سياق متصل، شيّعت عائلة الشهيد اسكافي جثمان نجلها (الشهيد عمر) بعد استلامه، حيث وارى جثمانه الثرى في مقبرة "باب الأسباط" وسط تشديدات أمنية.
وكانت مخابرات الاحتلال، قد اشترطت تشييع الجثامين بمشاركة ما بين 30 إلى 40 شخصًا فقط، إلى جانب دفع كفالة مالية بقيمة 20 ألف شيقل (ما يُعادل الـ 5 آلاف دولار)، لضمان شروط التسليم.
يذكر أن الطفل "حسن مناصرة" استشهد بتاريخ 12 تشرين أول/ أكتوبر 2015، عقب إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال، بادّعاء محاولته تنفيذ عملية طعن أحد المستوطنين قرب مستوطنة "بيسغات زئيف" المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا، شمالي القدس.
واستُشهد الشاب "عمر اسكافي" في 6 كانون أول/ ديسمبر 2015، عقب تنفيذه عملية طعن ودهس "مزدوجة" غرب القدس المحتلة، أصيب خلالها ثلاثة مستوطنين.
وبتسليم الشهيد اسكافي، تُبقي مخابرات الاحتلال احتجازها لـ 14 جثمانًا لشهداء فلسطينيين، منهم 12 من مدينة القدس المحتلة، وشهيدان من الضفة الغربية المحتلة