وجه رئيس حكومة الاحتلال بينامين نتنياهو ومسؤولون صهاينة، انتقادات شديدة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، بعد مصادقتها على وثيقة تؤكد عدم وجود أي صلة لليهود بالمسجد الأقصى.
وقال نتنياهو في بيان الليلة الماضية: أن المقصود "قرار آخر عبثي من قبل الامم المتحدة، وأن اليونسكو تتجاهل الترابط التاريخي المميز لليهودية بجبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى)، المكان الذي قام فيه الهيكل طوال ألف سنة، وصلى له كل يهود العالم طوال آلاف السنين"،على حد زعمه.
وأضاف "هذا قرار سخيف"، مدعيا أن الأمم المتحدة تعيد كتابة جزء هام من التاريخ الانساني وتثبت مرة اخرى أنها "لم تترك انحطاطا إلا وصلته".
وكان المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو اجتمع الجمعة (15|4) في باريس، وأقر وثيقة لا تعترف بأي علاقة لليهود في المسجد الأقصى.
وورد في نص القرار اعتماد تسمية المسجد الأقصى فقط على الموقع، نظرا للإيمان بأنه المكان الذي صعد منه النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء، كما أدانت أيضا الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة ووضع قيور يهودية وهمية في مقابر المسلمين.
كما هاجم رئيس حزب "يوجد مستقبل" ووزير المالية السابق يئير لبيد اليونسكو، وبعث برسالة الى الأمينة العامة لمنظمة الثقافة والعلوم والتعليم، ايرينا بوكوفا، طلب فيها العمل على لإلغاء القرار.
وادعى ان هذا القرار يشكل "محاولة مخجلة لإعادة كتابة التاريخ وإعادة كتابة الواقع كجزء من معركة سياسية متواصلة ضد دولة إسرائيل والشعب اليهودي".
وكتب ان "التحريض الفلسطيني بشأن جبل الهيكل، الذي ثبت مرة تلو مرة بأنه كاذب، كلف حياة عشرات الإسرائيليين في موجة الارهاب الحالية. هذا القرار يغذي ويطيل موجة الارهاب وسيؤدي الى موت المزيد من الأبرياء لن تتمكنوا من الافلات من المسؤولية".
من جانبه، قال سفير الكيان لدى منظمة اليونسكو، كارمل شاما، في بيان عقب نشر القرار إنه بغض النظر عن قرار اليونسكو، فإن "القدس سوف تبقى دائما كجزء من عاصمة إسرائيل والشعب اليهودي".
يذكر أن نتنياهو دأب على انتقاد هيئات الأمم المتحدة المختلفة واتهامها بالانحياز إلى جانب الفلسطينيين، بسبب مواقفها المنددة بالانتهاكات الصهيونية لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
يشار إلى أن اليونسكو أسست عام 1945، وتضم 193 دولة، ولها أكثر من خمسين مكتبا تمثيليا في أرجاء العالم. وتتألف من هيئتين إداريتين هما المؤتمر العام والمجلس التنفيذي.
وتتمثل أهداف المنظمة في الإسهام بتحقيق التنمية المستدامة مع تأمين التعليم الجيد للجميع والقضاء على الفقر وبناء السلام وإقامة حوار بين الثقافات وإرساء ثقافة السلام وتعزيز التنوع الثقافي من خلال التربية والعلوم والثقافة بالإضافة إلى بناء مجتمعات معرفة استيعابية من خلال المعلومات والاتصال.