عاودت الحدود الشرقية لقطاع غزة الاشتعال مرة أخرى بعد فترات من الهدوء السائد مؤخرًا، إلا أن أنباء هذا الصباح النارية لم تبقِ الوضع السائد قائمًا، فبين “قذائف هاون” المقاومة تجاه دوريات الاحتلال على الحدود وبين قصف الاحتلال لمواقع بغزة، كيف يمكن قراءة الحالة الأمنية هناك وما هي رسائل المقاومة؟.
الاحتلال أعلن أن عدة مواقع تابعة لجيشه متاخمة لقطاع غزة تعرضت للقصف بقذائف الهاون وتفجير عبوات ناسفة خلال عدة ساعات منذ صباح اليوم، حيث أعلن جيش الاحتلال تعرض دورية تابعة له شرق حي الشجاعية شرق غزة لقصف بقذيفة هاون، بعد تعرض دورية تابعة له لقذيفة هاون آخرى جنوب القطاع صباح اليوم، كما تعرض موقع “ناحل عوز” شرق غزة للقصف بقذيفة هاون أطلقتها المقاومة في غزة، وأن جيش الاحتلال رد على مصدر النيران بقصف مدفعي.
فيما لا يبدو أن الوضع على الحدود الشرقية للقطاع أكثر هدوءًا، فقد استهدف الاحتلال موقعا للمقاومة برفح بالقصف المدفعي، إضافة إلى تدمير برجين للمراقبة على الحدود الشرقية والجنوبية لقطاع غزة، كما أطلقت قذيفتين تجاه موقعاً قرب مكب النفايات قرب موقع صوفا، وفي ساعات الظهيرة عاودت قصف برج للمقاومة قرب مصنع العصير في حي الشجاعية شرق القطاع.
تحركات الاحتلال على الحدود الشرقية للقطاع بدأت منذ نحو أسبوعين بجلب قوات الاحتلال لوحدات هندسية تابعة لها إضافة إلى قوات الحفر بعد اكتشاف نفق شرق رفح جنوب القطاع، مخترقة الحدود الفاصلة، هو ما دفع المقاومة للرد على الاختراق.
أرادت المقاومة من ردها أن تعلم الاحتلال أن دخول الآليات يشكل خطرًا على جنوده خاصة وأن الاحتلال لا يعلم تحديدًا مصدر إطلاق النيران التي تصيبه، كما لا يمكن تحديد الوجهة التي سيتلقون منها قذيفة الهاون فيما لو تقدموا أكثر وهو ما سيدفع الاحتلال للتراجع والانسحاب.
و ترى المقاومة في تواجد دوريات الاحتلال الهندسية على حدود غزة الشرقية خطرًا على الأنفاق، وهي بكل الأحوال لا يمكن أن تضحي بجهد المقاومة، فيما الاحتلال يحاول جاهدًا التعريج على اكتشاف نفق رفح للوصول إلى مآرب أخرى مماثلة.
ما يجري هو حرب أدمغة لمحافظة كل طرف على سلاح الاستراتيجي ونقاط قوته، فالمقاومة الفلسطينية أوصلت رسالتها للاحتلال إنها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال كل التجاوزات التي يتخطاها الاحتلال والاختراقات المتواصلة وشبه اليومية للحدود، كما أنها تبعث برسالتها للاحتلال تتضمن تهديدًا ” لا تعبث على الحدود مع غزة” فهذه سيادة المقاومة ولن تسمح بالنيل من جهدها في الأنفاق الحدودية التي فشلت سلطات الاحتلال بالوصول له حتى بعد عامين من العدوان الأخير على غزة، وهي مضطرة للرد على مصدر التهديد وعلى إطلاق النار بالمثيل، وأن المقاومة رشيدة ومتوازنة وتعلم تمامًا كيفية الرد.