منذ مطلع العام الحالي، تصاعدت وتيرة اعتقال الأطفال الفلسطينيين من قبل سلطات الاحتلال وعزلهم في الحبس الانفرادي على ذمة التحقيق، إضافة إلى ممارسة أنواع من التعذيب بحقهم بشكلٍ ممنهج ومستمر.
وأفادت الحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين، أن سلطات الاحتلال احتجزت أكثر من 13 طفل فلسطيني في العزل الانفرادي لمدة يومين أو أكثر في النصف الأول من العام الحالي، وذلك مقارنةً بعام 2015 الذي شهد احتجاز 15 طفلًا فلسطينيًا في العزل الانفرادي، وأن أطول فترة عزلٍ للأطفال المعتَقلين في سجون الاحتلال ارتُكبت بحق طفلٍ يبلغ من العمر 16 عامًا من يعبد قرب جنين، حيث أمضى 22 يومًا في العزل الانفرادي.
وأفادت الحركة، أن سلطات الاحتلال تستخدم العزل الانفرادي للأطفال كوسيلة لزيادة الضغط النفسي على الطفل المعتقَل والذي يزيد من عجزه وضعفه خاصة عند رفض تواصله مع مستشاره القانوني”، مضيفة “أن ممارسة العزل الانفرادي على الأطفال مهما كانت مدته يعتَبر انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، خاصةً أنه يمتد ليشمل المعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة منها تعذيب الطفل وتعنيفه”.
واستعرضت الحركة في تقرير لها، شهادات أطفال تعرضوا للأسر والتعذيب والعزل منهم الطفل رامي، 17 عامًا، الذي اعتُقل من قبل قوات الاحتلال في السابع عشر من شهر آذار الماضي، وهو في طريق عودته لمنزله في نابلس، حيث اعتدى عليه جنود الاحتلال جسديًا ولفظيًا ونقله بطريقة غير قانونية إلى معتَقَلٍ ووضعه في عزلٍ انفرادي.
وقال رامي في حديثه للحركة العالمية “كانت الزنزانة صغيرة جدًا، حتى أنها لم تتسع للمرتبة المفروشة على الأرض، وكانت مغلقة بإحكام وليس بها نوافذ عدا ثغرتين للتهوية، كانت الجدران رمادية وأرضية الزنزانة خشنة لذلك لم أستطع أن أتمدد عليها، كان هناك مغسلة ومرحاض لكنه كريه الرائحة، كما أن الأضواء ظلت مُضاءة طوال اليوم”.
احتُجز رامي في العزل الانفرادي على ذمة التحقيق لمدة 16 يومًا، أمضى 3 منها في سجن مجدُّو، حيث استغرقت التحقيقات التي أجريت معه استغرقت 45 ساعة على مدار أيام اعتقاله، لم يخلُ التحقيق من العنف، بحسب إفادته.
ويضيف، “كان يتم ربط يديّ وقدميّ بكرسيٍّ معدني يرتفع بضع إنشات عن الأرض” حيث تم إصدار الحكم بحقّه في السابع من تموز الحالي، لقضاء محكوميته البالغة 10 شهور في السجن، بالإضافة إلى حكم مع وقف التنفيذ بقضاء 18 شهرًا وغرامة مقدارها 3000 شيكل، بينما سيقضي 3 شهور إضافية بالسجن، إذا لم تستطع عائلته دفع الغرامة.
وبحسب وثائق الحركة العالمية للدفاع عن فلسطين، فإنه تم احتجاز 66 طفلًا فلسطينيًا في العزل الانفرادي لفتراتٍ مختلفة، خلال السنوات الثلاثة الماضية، بهدف ممارسة الضغط النفسي والجسدي على الأطفال لأغراض التحقيق وإدلاء المعلومات، مع الإشارة إلى أن الاحتلال يحاكم نحو 500 – 700 طفلًا فلسطينيًا في محاكمها العسكرية سنويًا بنظامٍ يفتقر إلى كل ما يمت للمحاكمة العادلة.