نشر موقع “والا” الإخباري العبري تفاصيل عملية رصد واغتيال الفدائي محمد الفقيه الذي اغتالته قوات الاحتلال في عملية واسعة شنتها في بلدة صوريف في الخليل فجر أمس الأربعاء، وشارك فيها قوات كبيرة من جيش الاحتلال.
وقال الموقع إن العملية كانت مبنية على معلومات دقيقة ومحددة كانت حصيلة عمل استمر حوالي الشهر.
وأوضح الموقع نقلا عن مصادر أمنية إن مخابرات الاحتلال شنت وخلال شهر العديد من العمليات الخاصة في منطقة جنوب وشمال الخليل بحثا عن طرف خيط يفضي للوصول للمسؤولين عن عملية إطلاق النار في مستوطنة “عتنائيل” والتي أدت لمقتل الحاخام “مايكل”.
وأشار الموقع إلى أن عمليات البحث التي كانت تتم في المنطقة استطاعت حصر الأهداف في المواقع المحددة وتمكنت في النهاية من التيقن أن الفقيه كان المسؤول الأول عن العملية، وأنه يختبئ في مكان ما في المنطقة.
وأفاد الموقع أن عمليات الجيش والمخابرات استمرت لعدة أيام أفضت لاعتقال العديد من النشطاء من بينهم شقيق محمد الفقيه الذي اعترف خلال التحقيق بإخفائه قطعة السلاح التي نفذت فيها العملية، كما تم اعتقال ابن عمه معاذ الذي اعترف هو الآخر بأنه ساعد الفقيه في إيجاد مكان للاختباء بعد العملية مباشرة.
وبين الموقع ان العديد من الضغوطات مورست على المستوى العسكري والأمني في الميدان حول جدوى الحصار المشدد الذي فرض على الخليل بعد العملية، خصوصا وأن السكان الفلسطينيين بدأوا يتذمرون من الحصار ما شكل هاجسا لدى قوات الأمن من إمكانية انفجار الأوضاع أكثر ما لم يتم التقدم في التحقيق خلف مطلقي النار.
في تلك الأثناء قررت قيادة غرفة العمليات المشتركة تركيز العمليات على بلدة صوريف بناء على معلومات متطابقة وصلت للشاباك عن إمكانية وجود محمد في مكان ما في القرية حيث تم تشكيل فريق عمل مشترك بين الشينبيت وقوات الجيش الذين قرروا الاستعانة بالاستخبارات الجوية لشن عمليات رصد محددة فوق البلدة.
وفي يوم الثلاثاء وصلت معلومات محددة لغرفة العمليات التي شكلها الشاباك بأن الفقيه موجود داخل منزل في صوريف فحركت قوة خاصة من الشرطة الخاصة للقرية لتمهيد الطريق للقوات العسكرية وقد شارك في العملية طائرات استطلاع كانت تبث صورا مباشرة من المكان لغرفة العمليات وحين حانت ساعة الصفر تحركت قوات كبيرة من الجيش مدعومة بمروحية وآليات عسكرية للمكان المحاصر وطلبت من الفقيه تسليم نفسه غير أنه رفض وقابل طلب القوات بإطلاق نار كثيف فردت القوات بالمثل ودارت اشتباكات مسلحة استمرت حتى صباح اليوم الثاني قبل أن تتمكن قوات الاحتلال من تدمير المنزل على الفقيه وتصفيته.
وبين الموقع أنه بالإضافة إلى القوات العامة في الميدان والتي وصل قوامها حوالي 400 جندي وعشرات الآليات من ضمنها جرافتان عسكريتان وطائرة مروحية، كان هناك جيش من المختصين التكنولوجيين والباحثين الذين كانوا يحللون المعلومات الاستخبارية التي تصل من المنطقة وربطها بالصور التي بحوزة الشاباك.
وأشار الموقع إلى أن الفقيه كان سابقا أحد ناشطي حركة الجهاد الإسلامي واعتقل على هذه التهمة عدة سنوات، وخلال فترة وجوده في الأسر تبنى أيديولوجية راديكالية قريبة من أيديولوجية حماس وقرر الانضمام إلى الجناح العسكري للمنظمة.
وأكد الموقع أنه وبعد هذه العملية المعقدة التي أفضت لاغتيال الفقيه يمتلك الشاباك مخاوف من كون اغتيال الفقيه يشكل قنبلة موقوتة لها ما بعدها.
كما أقر الشاباك، بحسب الموقع، بأن العملية الأخير التي أفضت لاغتيال هدف خطير مثل الفقيه ستكون انطلاقة جديدة لحقبة أخرى من المواجهة المعقدة مع قوى المقاومة خصوصا في منطقة الخليل يكون أبطالها أناس يملكون نفس الكارزما الجريئة التي تحلى بها الفقيه خلال الاشتباك الطويل الذي خاضه بنفس عميق لم تعهد قوات الاحتلال مثله من منذ أكثر من عقد من الزمان.