أفادت تقارير تلفزيونية إسرائيلية بُثت خلال الأسبوع الأخير بالتزامن مع ما يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي "ذكرى خراب الهيكل"، بأن مؤسسات ومنظمات تجهّز نفسها عملياً وميدانياً لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وأنها رهن الإشارة، وبانتظار قرار سياسي رسمي.
يأتي ذلك في وقت باتت هذه المؤسسات وفعالياتها تلقى تجاوباً شعبياً وتأييداً سياسياً واسعاً، بعدما كانت عبارة عن هوامش مجهولة في المجتمع الإسرائيلي أو التركيب والحضور السياسي الإسرائيلي.
وقال بعض المشاركين في التحضيرات لبناء الهيكل، إنه خلال ساعات يمكن نقل المعدات والأدوات اللازمة ووضعها في الأمكنة المناسبة في أو على حساب المسجد الأقصى وتحديداً قبة الصخرة المشرفة، مؤكدين أن مدة البناء المتكامل للهيكل المزعوم بكل تفصيلاته لا تتعدى ثلاث سنوات، بحسب بعض المخططات والخرائط.
وقد بثت القناة الثانية الإسرائيلية تقريرا تلفزيونيا موسعا يوم أمس السبت، أعدته الإعلامية "دانه فايس"، ركزت فيه على نشاط منظمة "نساء من أجل الهيكل"، والتي تقوم بتجهيز معدات نسائية لبناء الهيكل، مثل السجاد الكهنوتي الذي سيوضع في "قدس الأقداس"، وفق تعبيرها.
وبيّن التقرير الفعاليات المتعددة التي تقوم بها هذه المنظمة، والتي غدت منتسِباتها بالمئات، بعد تأسيسها من أربع شقيقات مستوطنات متطرفات، لتحويل الفكرة من إطار ضيق إلى نشاط ميداني حيوي، عبر خطوات استراتيجية وتكتيكية متدرجة.
من أهمها، كما أوضح التقرير، تفعيل برامج وحلقات بيتية لتشجيع تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، وتفعيل نشاط شعائر مراسيم الزواج التلمودي في الأقصى، وأشارت أنه يتم تنظيم مثل هذه المراسيم، كل يومين مرة في المسجد الأقصى.
وركز التقرير على أن الظاهرة تحولت من هامشية إلى ظاهرة لها تأييد شعبي ورسمي سياسي، وأن لوبيات تعمل على الموضوع في أروقة الكنسيت والحكومة الإسرائيلية.
في السياق نفسه، بثت القناة الأولى الإسرائيلية يوم الجمعة الماضية، ضمن مجلة نهاية الأسبوع، تقريراً تلفزيونياً مفصلاً، عرضت فيها التحضيرات المكثفة لبناء الهيكل المزعوم، من بينها وجود حظائر خاصة لتربية المواشي والأغنام بحسب المواصفات التلمودية، لتكون جاهزة لذبحها ضمن قرابين الهيكل المزعوم، وأنها رهن الإشارة للتنفيذ، بانتظار قرار حكومي رسمي بهذا الشأن.
وركز التقرير على نشاط "معهد الهيكل"، ورئيسه "يسرائيل أريئيل"، والذي أفاد ان هناك أكثر من 40 كاهناً جاهزين لمباشرة عملهم في الهيكل في حال صدرت تعليمات بذلك، مشيرا إلى أن معهده، الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى، جهّز الكثير من أدوات الهيكل، وأنه خلال ساعات يمكن نقلها إلى الداخل ومباشرة العمل فورا، مثل "مذبح القرابين" وغيرها.
ولفت مخطط المدن الإسرائيلي "يورام جينزبور"، خلال مقابلة معه في التقرير، إلى أنه أعدّ خرائط تفصيلية لبناء الهيكل على كامل مساحة المسجد الأقصى الـ 144 دونما، بالإضافة إلى مخططات أوسع لبناء مدينة القدس المحتلة، وأنه في حال صودق عليها من الدوائر الحكومية الرسمية والبلدية، فإن بإمكانه الانتهاء من بناء الهيكل المزعوم خلال ثلاث سنوات.