قال تقرير عسكري صهيوني إنه لا يمكن التنبؤ بما قد يحصل على جبهة غزة، كما لا يمكن للجيش أن ينام على حلم سريان قوة الردع إلى الأبد، مستشهدًا باعتقاد مخابرات الاحتلال ارتداع “حماس” مسبقًا، لكنها أدارت حربًا هي الأطول منذ عشرات السنين.
وذكر تقرير نصف سنوي لجيش الاحتلال نشرته مجلة “معرخوت” العسكرية مؤخرًا، مدى دقة المعلومات الاستخبارية الواردة من قطاع غزة، ومدى قدرة المخابرات على قراءة ما يحصل بالجهة المقابلة، ومعرفة وقت تآكل قوة الردع لديهم.
وأوضح التقرير، أن الحرب الأخيرة على القطاع كانت تهدف في جوهرها لاستعادة قوة الردع المتآكلة، واستعادة الهدوء لعدة سنوات مقبلة، وأنه وعلى الرغم من الإخفاقات التي وقعت، إلا أن نتائج الحرب تقاس بمدى صمود قوة الردع بعدها، مضيفًا “أن قوة الردع لا تعتمد فقط على القوة العسكرية التي تمارس في الميدان، بل على حسابات “الطرف الآخر”، داعين إلى عدم التباهي كثيرًا بنجاح قوة الردع لأن الهدوء قد يكون نتيجة حسابات خاصة بحركة حماس بغزة أو “حزب الله” بلبنان ليس أكثر”
وأفاد أن على جيش الاحتلال تبني سياسة أكثر شمولية من النظريات العسكرية المتعارف عليها اليوم تحت بند “الحفاظ على الهدوء وإبعاد شبح الحرب القادمة”، تشمل- بالإضافة للردع- المزيد من المكونات كخلق قيود على قدرة الخصم في استخدام قوته، وكذلك رفع ثمن الخسارة في المستقبل.
وأشار التقرير، إلى أن التحليل المطلوب هنا هو تحليل بعيد الأمد يشخص التغييرات في مجمل الاعتبارات الخاصة في الخصم، وأن تحاول تعويض الانخفاض الحاصل في مستوى بعض المكونات التي تسهم في الحفاظ على الهدوء وتأجيل المواجهة”، داعيًا إلى ضرورة بذل الأمن الإسرائيلي جهودًا إضافية في الصراع للوصول للرأي العام الفلسطيني مقابل وسائل الإعلام الفلسطينية، والانفتاح أكثر على الفلسطيني، وذلك بالنظر إلى أننا في زمن وسائل التواصل الاجتماعي السريعة.
ونصح التقرير الجيش بعدم التباهي بطول مدة الردع سواءً في حالة غزة أو لبنان، وذلك على الرغم من كون كل يوم هادئ بمثابة “البركة لإسرائيل”، “ولكن ومن نظرة مهنية فلا يمكن إثبات وجود ترابط بين النتائج المحدودة لحرب لبنان الثانية على سبيل المثال والهدوء القائم منذ سنوات، ويجب نسب هذا الهدوء لعوامل أخرى غير مرتبطة بالردع، وهذه النظرة المعمقة تساعد الجيش في الاستعداد جيدًا لتحديات المستقبل”، وفقًا للتقرير.