بيان صادر عن المجمع الدعوي حول تفشي وباء كورونا
بسم الله الرحمن الرحيم
( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
أبناء شعبنا المسلم:
تابع المجمع الدعوي ما يمر به العالم من جائحة فيروس كورونا سريع الإنتشار، وخاصة بعد الإعلان عن إصابة حالتين؛ بالفيروس في قطاع غزة.
فإن مواجهة انتشار وباء فيروس “كورونا” المستجد الذي اجتاح العالم تتطلب الأخذ بالأسباب، والوقاية، وتحصين البلاد، والعباد، واتباع التعليمات التي تنشرها وزارة الصحة.
وإننا أمام هذا الوباء نؤكد على ما يلي :
أولاً : واجب المسلم في مثل هذه النوازل ،وتلك المصائب ،وهذا الوباء الذي حل بأهل الأرض قاطبة ، أن يأخذ بالأسباب ،وأن يتبع التعليمات الوقائية ضد هذا المرض : من نظافة ، ومن عدم مخالطة المرضى ،والبعد عن الأمور التي تنقل الأمراض مثل المعانقة والقبلات وغيرها،وعلى من أصيب بالمرض أن يلتزم بالحجر الصحي ، فلا يخالط الأصحاء ،حتى لا يكون سبباً في نقل العدوى إليهم ،فمن شعر بأعراض هذا المرض فعليه أن يمكث في بيته ولا يخرج منه طاعة لله ، وخوفاً على المسلمين ، وكما في صحيح مسلم : (كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ ».
ثانياً : أن يرضى المسلم بقدر الله وقضائه، فإذا أصيب بالمرض ،هو أو أحد من أهله بعد الأخذ بالأسباب ،فليصبر ،وليحتسب ،وليعلم أن المرض كفارة للمؤمن ،فليصبر وليحتسب ، وإن مات في مرضه هذا ،فنحسبه عند الله من الشهداء.
ثالثاً : من واجب المسلم في مثل هذه النوازل :اللجوء إلى الله بالتضرع والدعاء والتوبة والأوبة إليه، وترك المعصي والموبقات ،والإكثار من الطاعات والأعمال الصالحات: من تلاوة للقرآن ،والذكر ،والنوافل من صلاة وصيام وصدقات واستغفار وتوبة ،لعل الله أن يرحمهم ،فيزيل ويرفع عنهم البلاء ، ومن هذا المنطلق نعلن عن حملة الإستغفار حيث قال تعالى: ''وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ'' فلنجعل أفئدتنا تلهج بالإستغفار تضرعاً الى الله ليرفع عنا البلاء.
رابعاً : أن يحصن المسلم نفسه بالأذكار الشرعية التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهي من الأسباب الواقية بإذن الله ؛ فعليكم بالدعاء، فليس هناك سلاح أقوى من الدعاء فعلى المسلم أن يدعو الله عز وجل لنفسه ولأهله ولأولاده ولكل العالم، فمن أعظم نعم الله علينا أن الله فتح لنا باب الدعاء في كل شيء، فلابد أن يدعو الإنسان وقلبه حاضر وأن يرى الله منك الانكسار والخضوع.
خامساً: نوصي بالإكثار من الوضوء فلم يخلق الله داءً إلا جعل له دواء، فالوضوء هو دواء؛ بل إنه وقاية من هذه الأمراض وغيرها.
سادساً : عدم نقل الإشاعات وترويع الناس، بل من الواجب علينا في مثل هذه الأحوال أن نطمئن الناس ، ونتكاتف ونتراحم ونتكافل ونزرع في قلوبهم الأمل بقرب الفرج ، وزوال هذه الشدة وذاك المرض في القريب ،ولا نقنطهم من رحمة الله ، ولا نروعهم ولا نخيفهم.
سابعاً : إننا ننظر بألم ،وحزن إلى المساجد، والمآذن، ودور العبادة بشكل عام أمام المحنة التي يمر بها العالم؛ فقد أضحت المساجد بلا مصليين، والآذان بلا إقامة ، والمنابر بلا خطباء .
حفظ الله المسلمين، وسائر بلدان العالم من هذا الوبا، ورفعه عنا عاجلا غير آجل
والحمد لله رب العالمين
المجمع الدعوي - فلسطين
29/رجب/1441هجري
24/مارس/2020 م