الذكرى الواحد والعشورن لمجزرة المسجد الأقصى 8/10/1990
تاريخ النشر : السبت , 08 أكتوبر 2011 - 2:51 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
في اليوم الثامن من أكتوبر عام 1990، وقبيل صلاة الظهر، وعلى إثر محاولة متطرفين يهود وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة الحرم القدسي، هب أهالي مدينة القدس لمنعهم من ذلك دفاعاً عن المسجد الأقصى المقدس عند المسلمين، فاشتبكت مجموعة (غرشون سلامون) المسماة (أمناء جبل الهيكل) ، مع المصلين الذين بلغ عددهم ما بين 3-5 آلاف مصل.
وما هي إلا لحظات حتى تدخل جنود حرس الحدود المتواجدين بكثافة داخل الحرم القدسي، وأخذوا يطلقون على المصلين المسلمين فقط، ودون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ ،مما أدى إلى استشهاد أكثر من 21 شهيداً ، وجرح أكثر من 150 ، منهم 6- 8 في حالة خطرة ، كما اعتقل 270 شخصاً داخل وخارج الحرم القدسي، وقد روت د ماء الشهداء والجرحى ساحة الحرم ، وتناثرت بقعها في مختلف أرجائه، وزعم قائد شرطة القدس أرييه بيبي أن ( لم يكن أمام الجنود خيار آخر غير استخدام الرصاص الحي لوقف قذف الحجارة من قبل العرب ) !! وقد بلغ عدد الجنود المشاركين في المجزرة مائة جندي، غير أنهم لم يقوموا بأي إجراءات تحذيرية للمصلين وقاموا بإطلاق النار الحي من الأسلحة الأوتوماتيكية دون انضباط .
وكانت قوات الاحتلال قد بدأت بوضع الحواجز العسكرية على مختلف الطرق المؤدية إلى القدس منذ الساعة العاشرة صباحاً ، أي قبل بدء المذبحة بنصف ساعة ، وذلك بهدف منع الفلسطينيين من الوصول إليها، كما قامت بإغلاق أبواب المسجد نفسه، ومنعت أهل القدس من دخوله ، ولكن كان قد تجمع الآلاف داخل المسجد قبل تلك الساعة بناء على دعوات ونداءات من خطيب المسجد والتيار الإسلامي لحماية المسجد ومنع أمناء جبل الهيكل من اقتحامه وربما بسط السيادة اليهودية عليه!.
وروى نفر غير قليل ممن شاركوا في إخلاء الجرحى أن قوات الاحتلال قد أمروهم بترك الجرحى، كما أن منهم من أصيب خلال محاولته إنقاذ الجرحى، وثمة روايات أخرى عن إقدام جنود حرس الحدود على ضرب الجرحى، كما قام حرس الحدود بإغلاق الأبواب ومنع المصلين من الخروج منه.
وما إن بلغت الساعة 11:30 حتى كان المسجد الأقصى وقبة الصخرة مكتظين بالشهداء والجرحى ، ولم يتم إخلاء ساحة المجزرة إلا في الساعة 5 عصراً، أي بعد حوالي 6 ساعات من إطلاق الرصاص والحصار.
وقد وصلت سيارة الإسعاف الأولى بعد عشر دقائق من بدء إطلاق الرصاص ، وترجل منها طبيب ليسعف أحد الجرحى لكنه أصيب في ساقه ، كما هاجم الجنود السيارة نفسها بالرصاص ، وأصيبت ممرضة أخرى إصابة بالغة، واعتقلت ممرضة أخرى، وجرح ممرض آخر ، ومنع من تقديم العناية المطلوبة للجرحى.
ورفض الكيان توجه مجلس الأمن بإرسال فريق دولي للتحقيق في الحادث بحجة مسؤوليتها الكاملة عن الأمن في القدس _ حسب بنيامين نتنياهو وزير الخارجية آنذاك، كما وقفت الولايات المتحدة في وجه أي قرار يدين الحكومة الصهيونية لاستخدام قواتها الرصاص الحي ضد المدنيين، كما رفضت تحديد سبل حماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي التي يحتلها الكيان.