40 مصابا خلال تصدي المصلين لجماعات يهودية متطرفة حاولت اقتحام الاقصى
تاريخ النشر : الأحد , 27 سبتمبر 2009 - 5:53 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
أصيب اربعون مواطنا حسب آخر حصيلة للمواجهات التي اندلعت اليوم الأحد بين المواطنين وقوات الاحتلال والشرطة الاسرائيلية في المسجد الاقصى ومحيط الحرم القدسي الشريف.
وافادت مصادر اعلامية أن مواجهات وقعت بعد صلاة الظهر عند باب الأسباط بين المئات من المواطنين الذين حاولوا الدخول إلى المسجد الاقصى وشرطة الاحتلال التي استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريقهم.
ونقل عن مصادر في الاسعاف أن عدد المصابين بلغ 40 مصابا من بينهم 17 نقلوا الى المستشفيات للعلاج، وذلك بعد أن استخدمت الشرطة الاسرائيلية الرصاص المطاطي وقنابل الغاز واعتدت بالهراوات على مئات المواطنين الذين تصدوا للجماعات اليهودية المتطرفة التي حاولت اقتحام المسجد الاقصى بحماية قوات الاحتلال.
من جانبها قالت الشرطة الاسرائيلية إن 13 شرطيا أصيبوا في المواجهات مع المواطنين في المسجد الاقصى وفي البلدة القديمة من القدس، فيما اعتقلت الشرطة خمسة من المواطنين الذين قذفوها بالحجارة.
وعاد الشرطة الاسرائيلية لتشدد من اغلاقها لبوابات المسجد الاقصى بعد أن سمحت عند ساعات الظهر للمواطنين فوق سن الخمسين عاما بالدخول الى المسجد الاقصى.
وقالت المصادر إن قيادة الشرطة الاسرائيلية في القدس تتواجد منذ الصباح في محيط المسجد الاقصى، بينما تنتشر اعداد كبيرة جدا من عناصر الشرطة والجيش الاسرائيلي في محيط المسجد وفي ازقة وشوارع البلدة القديمة لمنع تحرك المواطنين ووصولهم الى المسجد الاقصى.
وكانت مواجهات عنيفة تجددت قبل الظهر بين المواطنين وعناصر الشرطة الاسرائيلية عند باب الأسباط وباب حطة من أبواب المسجد الاقصى، حيث أصيب العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، برضوض وحالات اختناق عندما اعتدت عليهم الشرطة بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع عند باب الاسباط.
كما رشق المواطنون المحتشدون عند باب حطة عناصر الشرطة الاسرائيلية بالزجاجات الفارغة والحجارة وردت الشرطة باطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.
وشهد ساحات المسجد الاقصى ( صباح الأحد) مواجهات عنيفة بين المصلين المسلمين والشرطة الاسرائيلية والمتطرفين اليهود، أسفرت عن إصابة 13 فلسطينيا بجراح، بينها إصابتان خطيرتان، فيما قالت الشرطة إن اثنين من عناصرها أصيبوا في تلك المواجهات.
وأفاد مصادر اعلامية في القدس ان المواجهات اندلعت بعد أن اقتحمت مجموعات يهودية متطرفة باحات المسجد الاقصى تحت حراسة الشرطة الاسرائيلية، فشرع المصلون المتواجدون في المسجد برشقهم بالحجارة والكراسي والاحذية، فردت الشرطة مستخدمة القوة لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى اصابة 9 متظاهرين أحدهم اصيب في عينه وآخر في الرأس ووصفت حالتهما بالخطيرة.
واندلعت مواجهات عند باب المجلس (أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الاقصى) خارج ساحات الأقصى، بعد أن منعت الشرطة المصلين المسلمين من دخول المسجد الاقصى واغلقت جميع ابوابه، اسفرت عن اصابة 4 مواطنين على الاقل إصابة أحدهم في العين، كما تم اعتقال العديد من المواطنين واقتيادهم إلى مراكز اعتقال في القدس.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إنه تم نقل بعض الجرحى من داخل المسجد الاقصى الى المستشفيات فيما لا تزال المحاولات تجري لاخراج البقية.
إن من بين الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى المقاصد بالقدس المسن محمد الجولاني ( 73 عاما) أصيب بعيار مطاطي في العين وحالته خطيرة، والشاب رامي صالح الفاخوري ( 20 عاما) عيار مطاطي في العين، وعادل السلوادي ( 31 عاما) عيار مطاطي في الصدر، ومهدي العباسي ( 31 عاما) رضوض في مختلف انحاء الجسد، وسمير أحمد العلمي ( 44 عاما) رضوض في مختلف انحاء الجسد نتيجة الاعتداء عليه بالضرب بالهراوات.
واعتدت قوات الاحتلال على رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أثناء دخوله المسجد الاقصى المبارك من باب الأسباط، وأعاقت عمل الطواقم الطبية وإخلاء المصابين من داخل المسجد.
من جانبها ادعت الشرطة الاسرائيلية أن اثنين من عناصرها أصيبا في المواجهات مع المصلين داخل المسجد الاقصى، مدعية أن اثنين من المتظاهرين الفلسطينيين أصيبا في تلك المواجهات عندما أستخدمت الشرطة القوة لتفريق متظاهرين رشقوا المستوطنين بالحجارة والكراسي والاحذية لمنعهم من اقتحام المسجد.
وفور اندلاع المواجهات داخل المسجد الاقصى، هرع المئات من اهالي مدينة القدس واراضي 48 الى المسجد، إلا أن اغلاق قوات الاحتلال لبوابات الحرم القدسي الشريف حال دون وصولهم إلى ساحات المسجد، فتجمهروا عن الأبواب الخارجية مرددين هتافات تندد بالاحتلال واعتداءاته على المقدسات والمواطنين في القدس.
من جانب آخر أفاد الشيخ حسام أبو ليل من قيادات الحركة الإسلامية في أراضي 48 باتصال هاتفي مع مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أن هناك المئات من المعتصمين والمرابطين حول المسجد الأقصى من الخارج من أهل القدس وأراضي 48، والذين منعوا من دخول المسجد الأقصى من قبل قوات الإحتلال.
وأوضح الشيخ أبو ليل المتواجد عند باب الأسباط من الخارج، أن قوات الإحتلال اعتدت على المعتصمين حيث تم أصابة أربعة منهم بجراح ويتم نقلهم إلى المستشفيات فيما تتواصل اشتباكات في عدة نقاط عند مداخل البلدة القديمة في القدس.
كما منعت الشرطة الاسرائيلية الشخصيات الاسلامية من الدخول الى المسجد الاقصى، ومن بينهم الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا، كذلك أصدرت الشرطة قرارا بمنع حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح من دخول البلدة القديمة في القدس لإشعار آخر، على خلفية دعوته المواطنين للاحتشاد في الحرم القدسي والتصدي لمحاولات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الاقصى.
ووصفت الأوضاع في المسجد الاقصى والبلدة القديمة من القدس بشديدة التوتر والاحتقان خاصة في ظل الاجراءات التي تتخذها شرطة وقوات الاحتلال في المدينة لمنع المواطنين من الوصول إلى المسجد الاقصى بينما تسمح للمستوطنين بالتجول في ساحاته.
يشار إلى أن اليهود يحتفلون اليوم بعيد الغفران "كيبور"، وبهذه المناسبة تعمد جمعات يهودية متطرفة إلى اقتحام المسجد الاقصى في محاولة لإقامة ما يسمى بالهيكل مكان الاقصى.
واندلعت في 27 أيلول 2000، اي قبل يوم واحد من هذه الذكرى، مواجهات مماثلة في ساحات المسجد الاقصى عندما اقتحم رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق أرائيل شارون المسجد، ما أثار مشاعر العرب والمسلمين، وادى إلى اندلاع انتفاضة عرفت بانتفاضة الاقصى استمرت لعدة سنوات، واستغلتها اسرائيل لاعادة احتلال المدن الفلسطينية وتقويض قوة السلطة الفلسطينية.
المفتي العام يحذر من الأهداف المبيتة لاقتحام الاقصى
واستنكر الشيخ محمد حسين- المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ خطيب المسجد الأقصى المبارك- ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال صباح اليوم الأحد من اقتحام لباحات المسجد الأقصى وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز ضد المصلين فيه.
وأكد في بيان صدر عنه اليوم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترعى الجماعات المتطرفة التي تعيث فساداً في الأراضي الفلسطينية، فهي تتحمل كافة المسؤولية عن عواقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى المبارك.
وبين أن هذا الاقتحام يأتي بالتزامن مع ذكرى انتفاضة الأقصى التي اندلعت عقب اقتحام شارون لأروقة المسجد الأقصى المبارك، كما أثنى على يقظة حراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته والمصلين فيه، وحث كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك من مدينة القدس وما حولها وفلسطينيي 48 إلى شد الرحال إليه والمرابطة فيه و إعماره بالصلاة، لتفويت الفرصة على من يريدون دخول باحاته، مؤكداً على أن تصرفات الاحتلال تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية التي تضمن الحفاظ على أماكن العبادة والوصول إليها.
وطالب المفتي منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد اجتماع عاجل لبحث سبل حماية المقدسات الفلسطينية خاصة في ظل الصمت الدولي تجاه هذه الممارسات والانتهاكات.