أسوأ من بلفور يا عباس
تاريخ النشر : الخميس , 08 نوفمبر 2012 - 1:37 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
أسوأ من بلفور يا عباس
بقلم : مصطفى الصواف
نظرت مليا في ما تحدث به محمود عباس من حديث مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلية والذي كشف بوضوح لا يقبل الشك عن تفريطه بحقه في العودة؛ ولكن هذا لن يسقط حق الآخرين بالعودة، وعباس لا يمثل أي جزء يذكر من خمسة عشر مليونا فلسطينيا جلهم يريد العودة إلى صفد وحيفا ويافا واللد والرملة.
ما تحدث به عباس قائد حركة فتح ورئيس منظمة .. ( التحرير) لا يحمل جديدا فهذه مواقفه المعروفة والتي يتغنى بها ليل نهار ليس في حضرة اليهود أو الإسرائيليين، بل يتحدث به في كل مكان ولا يخجل ويقول ذلك بكل صلف ووقاحة دون أي اعتبار لمشاعر الفلسطينيين في الداخل والشتات الذين قدموا التضحيات الجسام من أجل حق العودة وإقامة الدولة على كامل تراب فلسطين وليس كما يقزم عباس فلسطين على 22% من مساحتها الأصلية.
وهنا سؤالي واضح إلى حركة فتح هل انتم مع ما يطرحه عباس لا تريدون العودة إلى فلسطين بمدنها وقراها وتكتفون بمشاهدتها عن بعد أو زيارتها ضمن وفود فلسطينية تزور (ارض إسرائيل)؟، لن أسألكم عن المقاومة فأنتم أول الرصاص وأول ....، عباس قائدكم يعترف بإسرائيل وحقها في الوجود على غالبية ارض فلسطين بلدكم التي وجدتم من أجل تحريرها ورفعتم شعار فلسطين من النهر إلى البحر.
نريد أن نسمع رأيكم كحركة فتح هل محمود عباس يمثلكم؟، هل هو رئيسكم؟ هل هو قائدكم؟، هل ما يقوله هو موقفكم تجاه فلسطين والعودة؟، إذا كان عباس يمثلكم قولوا ذلك ولا تخجلوا، وإن كان غير ذلك أيضا عبروا عن موقفكم بجرأة الثوار والأحرار وبشكل عملي من خلال إعلان الرفض قولا وإزاحة هذا الرجل عملا عبر تنحيته أو إقالته لأنه لم يعد يمثل حتى نفسه كي يمثل الشعب الفلسطيني، وإلا فأنتم مثله تماما في التفريط والتنازل والتخلي عن الشعب الفلسطيني، أسمعونا قولكم وموقفكم.
أما حركة حماس فهي مطالبة اليوم بتحديد موقفها من رجل يؤمن بما يقول بكل صراحة وعن قناعة تامة، يجب أن لا تكتفي بالتنديد والشجب واعتبار تصريحات عباس تعبر عن نفسه، لأنه اليوم على الأقل أمام كثير من الدول والمسئولين عربا ومسلمين وأجانب يعتبر معبرا وممثلا عن الشعب الفلسطيني وهذا يعني أن ما يقوله من وجهة نظرهم يعبر عن الشعب الفلسطيني، وعليه مطالبة حماس بتوضيح الصورة علانية بأن إصرار عباس على موقفه هذا يعني أنه خارج عن الصف الوطني الفلسطيني، وأن فلسطينيته مشكوك فيها، وأنها أي حماس لن تتعامل مع رجل يؤمن هذا الإيمان بحق المغتصب فيما اغتصب، ويسقط من حساباته حقوق الشعب الفلسطينية في العودة والتحرير، وان تعلن بكل صراحة أنها لن تجلس أو تحاور الخارجين عن الصف الوطني لأنهم والمغتصب سواء.
أما منظمة التحرير والمنضوين تحتها هم اليوم أيضا مطالبون بتحديد موقفهم من رئيسة عباس للمنظمة، وعليهم أن يحددوا موقفهم مما يقول لأنه يمثلهم جميعا وما يعبر عنه هو موقف المنظمة التي هم جزء منها، لا يكفي أن ينكر البعض عليه تصريحاته، أو ما هَذَى به في القناة الثانية الإسرائيلية؛ بل عليهم أن يُنحوه جانبا، وأن يرفضوا أن يكون هو رئيسا للجنة التنفيذية للمنظمة، وإن لم يفعلوا ذلك فهم مثله ويؤمنون بما يؤمن ويوافقونه الرأي، فهل سنسمع موقفا واضحا وجريئا من المنضوين تحت منظمة ... (التحرير)، وإلا سيصبحون وعباس والمنظمة خارجون عن الصف الوطني.
الشعب الفلسطيني اليوم مطالب بالتحرك تجاه الرفض لمثل هذا الموقف ويعلنون مباشرة رفضهم لحديث عباس وما جاء فيه من تفريط وتنازل وصل حدا فاق وعد بلفور الذي نعيش أيامه بل تخطى قرارات الأمم المتحدة الظالمة للشعب الفلسطيني، وان ينتفضوا على هذا الرجل ويخرجوه من حياة الشعب الفلسطيني وأن يؤكدوا أن ما يقوله مرفوض مرفوض، وان الاحتلال إلى زوال وكل من يؤيد الاحتلال من الفلسطينيين ويؤكد حقه فيما احتل هو مثله إلى زوال.