محلل: المقاومة غيرت قواعد المواجهة وأربكت حسابات العدو
تاريخ النشر : السبت , 10 نوفمبر 2012 - 4:30 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
المكتب الاعلامي - وكالات :
أكد المحلل في الشؤون الصهيونية صالح النعامي، أنه وبعكس ما توقع العدو
الصهيوني، فإن ردود المقاومة على التصعيد الأخير
على القطاع شذت عما كان مألوفاً، وهو ما أربك الحسابات الصهيونية بشكل
واضح.
وأضاف النعامي في مقاله " قواعد المواجهة الجديدة " أن المقاومة باتت تحرص على الرد على الاعتداءات الصهيونية، وفي بعض الأحيان تبادر المقاومة إلى تنفيذ
عمليات هجومية ضد ألوية جيش الاحتلال ووحداته الخاصة التي تتحرك على الخط
الزائل مع قطاع غزة.
المقاومة تبلور قواعد جديدة للمواجهة
وأكد النعامي أنه بات من الواضح أن المقاومة قد بلورت قواعد جديدة
للمواجهة مع الكيان، بحيث أن الحركة تسارع في الغالب للرد على العمليات
الصهيونية، وفي بعض الأحيان تسعى إلى جر جيش الاحتلال إلى مواجهات محدودة،
وهذا ما يجسده عمليات نصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة التي تنفذها
الحركة، والتي تستهدف جيش الاحتلال.
وأضاف " اللافت أن حجم
وطابع ردود المقاومة لا تندرج في إطار ردود "رفع العتب" بل إن المقاومة تتعمد، رداً على عمليات الاغتيال، قصف المواقع العسكرية ذات الكثافة
السكانية العالية، في محيط قطاع غزة، مع كل ما يمثله هذا من إحراج لدوائر
الحكم في "تل أبيب".
المأزق الصهيوني
وقال النعامي في مقاله :" مما لا شك أن التحول في موقف المقاومة قد أربك
الحسابات الصهيونية؛ حيث أن هذا التحول جاء في ذروة تحولات إقليمية تقلص من
قدرة الكيان على الرد على المقاومة بشكل كبير، وتجعل من الصعب على الكيان
الصهيوني شن حرب على غرار الحرب التي شنها أواخر عام 2008".
وأشار الى أن الكيان يفترض أن أية عملية عسكرية كبيرة على قطاع غزة، في
أعقاب الثورات العربية ستقابل بردة فعل قوية، على الأقل على المستوى
السياسي والدبلوماسي من دول الإقليم، سيما من مصر وتركيا.
وأوضح
أن العدو يرى أن إحدى أخطر نتائج الربيع العربي تتمثل في تعاظم الدور الذي
بات يلعبه الرأي العام في عملية صنع القرار في العالم العربي، سيما في
الدول التي تمت
فيها ثورات التحول الديمقراطي، وعلى وجه الخصوص مصر.
وأضاف " بالتالي فإن هناك مخاوف حقيقية لدى صناع القرار في "تل أبيب" أن
ترغم الضغوط التي يمارسها الرأي العام المصري، في أعقاب حملة عسكرية
صهيونية كبيرة على قطاع غزة، دوائر الحكم في مصر على إعادة النظر في
اتفاقات "كامب ديفيد" التي يعتبرها الكيان أحد أعمدة أمنها القومي.
المقاومة والحكمة المطلوبة
وأكد الخبير في الشؤون الصهيونية أنه بات واضح تماماً أن الشواهد تدلل على
أن المقاومة قد نجحت حتى الآن في إملاء معادلة واضحة المعالم في المواجهة
مع الكيان، بحيث أنها باتت تمارس حقها في الرد على العمليات العدائية
الصهيونية؛ ولم تعد الأمور كما كانت عليه في الماضي.
وأشار أن
هناك حتى الآن ما يكفي من الدلائل التي يؤكد أن الكيان بات يسلم بهذا النسق
مع العلاقة، على اعتبار أن خيارات التصعيد الواسع لا تخدم مصالحها.
وأضاف أن هذا الواقع يمثل إنجازا للمقاومة الفلسطينية كلها، لأنه يدلل على
أن زعم الكيان بأنه نجح في مراكمة الردع في مواجهة المقاومة كان سابقا لأوانه
ومبالغا فيه.
التعامل بحكمة شديدة
وتابع قائلاً :" لكن هذا الإنجاز يتطلب من المقاومة التعامل بحكمة شديدة،
وأن تراعي المتغيرات الإقليمية والدولية والواقع الداخلي الصهيوني، وبكل
تأكيد مراعاة موازين القوى العسكرية. وكما تقول القاعدة الذهبية: "لا يكفي
أن تكون محقاً، بل يجب أن تكون حكيماً أيضاً".
وأوضح أنه من
الواجب توخي الحذر، وعدم السماح بتوفير البيئة والظروف للكيان التي تسمح
لها بتغيير القواعد الجديدة للمواجهة، مع الأخذ بعين الاعتبار طابع موازين
القوى العسكرية الذي يميل لصالح الكيان بشكل كبير.
وختم النعامي
مقاله قائلاً :" قصارى القول، المقاومة الفلسطينية مطالبة من جانب بعدم
التسليم بمنح الكيان هامش المناورة في التصعيد والتهدئة كما كانت عليه
الأمور في السابق، وفي الوقت ذاته يتوجب التصرف بحكمة، وعدم منح الحكومة
الصهيونية المسوغات لتتغول على الشعب الفلسطيني الأعزل".