هل نحن على موعد مع اندلاع انتفاضة ثالثة تبدأ شرارتها من الخليل؟
تاريخ النشر : الإثنين , 22 فبراير 2010 - 12:38 مساءً بتوقيت مدينة القدس
اندلعت صباح اليوم الاثنين، مواجهاتٌ عنيفة بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، أصيب على إثرها جندي من جيش العدو بجروحٍ طفيفة، بحسب مزاعم وسائل إعلام العدو.
وأفادت مصادر عسكرية في الكيان أن الجيش عزز عناصره على مداخل البلدة القديمة في الخليل تحسباً لتطور الأمور، على خلفية قرار الحكومة في جلستها الأسبوعية بالأمس ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في المدينة ومواقع أخرى في الضفة الغربية، إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية.
وكانت شخصيات سياسية قد حذَّرت من العواقب الوخيمة لهذا القرار، في حين رأى محللون وخبراء سياسيون أن إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يمهد الأجواء لاندلاع انتفاضة شعبية ثالثة.
فقد أكد الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن قرار الاحتلال الأخير يعد بمثابة حرب جديدة يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، قائلاً:"هذا تعدٍ صارخ على جزء أصيل من التاريخ الإسلامي، ولذلك فإن قرار ضم الحرم يمثل تكريساً لاحتلال اليهود لأرضنا واستهانة بمشاعر شعبنا وأمتنا".
وأضاف الشيخ عزام في تصريحاتٍ له:" يجب أن يكون هذا القرار دافعاً للتسريع في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية، وقطع الطريق في وجه كل المحاولات الهادفة لإعادة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات مع الاحتلال".
وشدد القيادي في الجهاد الإسلامي على أن ما تقرر في جلسة حكومة "تل الربيع المحتلة" بالأمس "رسالةٌ واضحة للعالم بأسره - الذي يتحدث عن التسامح - تؤكد أن الاحتلال لا يضع اعتباراً لأي رمز مقدس لدى الفلسطينيين".
ولفت الشيخ عزام النظر إلى أن من المؤكد أن ما جرى سيراكم غضب الشعب الذي - بيَّن أنه - لن يستسلم لهذا الواقع العنجهي الذي يفرضه الاحتلال عبر قراراته، معرباً عن أمله أن يكون هنالك تنسيق في الجهود بين كل قوى شعبنا لمواجهة هذا العدوان الجديد.
من جانبه، قال أبو مجاهد، الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية:" إن العدو الصهيوني يسعى بشكل كبير للسيطرة الكاملة على كافة المقدسات"، لافتاً إلى أن هذا يأتي ضمن خطة متكاملة - معدة مسبقاً - لتهويد معالم المقدسات الإسلامية".
وبيَّن أبو مجاهد في تصريح له أن "أهلنا في الضفة الغربية، لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذه القرارات التعسفية التي تخرج حكومة الاحتلال المتطرفة بها على شعبنا على الدوام".
ودعا الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية، السلطة الفلسطينية لإطلاق يد المقاومة للدفاع عن المقدسات وحماية شعبنا وأهلنا في الضفة الغربية المحتلة، موضحاً أن الوسيلة المثلى للتعامل مع غطرسة الاحتلال وإجرامه لا تأتي إلا عبر خيار المقاومة وليس عبر المفاوضات كما تراهن هذه السلطة.