الشهيد المجاهد / زياد عطية المدهون
الشهيد المجاهد / زياد عطية حسن المدهون "أبو هاني" عشق الجهاد ونال شرف الاستشهاد رحلت يا زياد إلى جنان رب السماء مضرجا بدمائك الزكية في نور وبهاء، ومضيت يا هصور إلى أنهار وحور عين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فأفنيت عمرك في ساحات الشرف والجهاد، عجلت الخطى نحو دنيا الآخرة، بكاك المحبون والأصحاب وكيف لا يبكيك المحبون... وكيف لا يبكي الرجال وأنت الذي ربيت الأجيال تلو الأجيال، وخضت الحروب والأهوال من أجل دين الله الكبير المتعال فرحمك الله يا فارس الشمال. الميلاد والنشأة... هذه فلسطين وهذا شمال قطاع غزة الصامد الذي ينجب الأبطال تلو الأبطال الذين يحملون هم هذه الأمة وهم الدين، وأقسموا بالله أن يسيروا في درب ذات الشوكة حتى ينالوا شهادة في سبيل الله عز وجل. وفي أحد البيوت المتناثرة على جوانب شوارع مخيم جباليا الشرارة الأولى للانتفاضة الأولى، وفي الثالث عشر من شهر نوفمبر لعام ألف وتسعمائة وخمسة وسبعون ميلادية علت صرخات زياد في المهد معلنة ولادة مجاهد جديد يحمل السلاح في وجه الاحتلال ويحمل الراية بعزم وإصرار على مواصلة طريق الشهادة. وفي بيت متواضع، وبين أكناف عائلة مجاهدة تعود جذورها لبلدة المجدل المحتلة عام 1948م تربى شهيدنا المجاهد ورضع لبن العزة والكرامة. صفاته وأخلاقه... كانت علاقة شهيدنا رحمه الله بعائلته طيبة جدا، فهو الابن الودود البار بوالديه الطائع لهما، والأخ الحاني على إخوانه والمساعد لهم في كل وقت كانوا يحتاجون فيه إلى المساعدة. عرف عنه حبه الشديد للأطفال حنونا عليهم. وفي العام 2005م كان شهيدنا على موعد مع حفل زفافه الدنيوي، فزف إلى حور الدنيا، رزقه الله بثلاث أبناء. رحلته التعليمية... درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث في منطقة جباليا حيث كان محبوبا بين معلميه وزملائه وكل من حوله في المدرسة. رحلته مع الجهاد والمقاومة... منذ نعومة أظفاره عشق زياد الجهاد في سبيل الله، وتمنى أن يكون يوما فارس مجاهد يحمل البندقية ويقارع الاحتلال ويشارك في عمليات جهادية ضد المحتل. في صفوف المجاهدين... التحق الشهيد زياد في صفوف كتائب المجاهدين ليكون أحد أهم فرسان الكتائب في شمال القطاع، وقد شارك زياد في عدة مهمات جهادية. لنشاطه وعطاءه وصدق أخلاقه تم تعينه قائداً لجهاز الأمن في شمال القطاع، وهي المهمة الصعبة التي لا يستطيع أن يعطي بهذه المهمة إلا الصادق وصاحب الأخلاق العالية. وحان موعد الرحيل... هكذا هي الدنيا، دنيا الفناء والعناء والشقاء، دنيا الأحزان والآلام والفراق، ودنيا الرحيل إلى عالم الآخرة، فلا راحة لمؤمن إلا تحت ظلال شجرة طوبى في جنة الرحمن، يسرح فيها الفائز برضا ربه في رياض الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. لكل إنسان أجل مسطر في الكتاب لا ينقص ولا يزيد، فإذا حانت ساعة الرحيل لا يستأخرون ولا يستقدمون ولو للحظة واحدة. فعندما اشتدت الحرب الشرسة على قطاع غزة، وبدأ الكيان الصهيوني بقصف عشوائي للمنازل والمؤسسات والمقرات وفي كل مكان داخل القطاع. ففي السادس من يناير لعام ألفين وتسعة كان شهيدنا زياد مشتاق إلى لقاء الأحبة في الجنان، وكان على موعد مع مفارقة هذه الدنيا إلى دار الخلود، فقد قامت طائرات العدو بقصف عشوائي لمنازل المواطنين... لينال الفارس زياد ما تمناه دائماً، الشهادة في سبيل الله... وكان معه والده الحاج عطية المدهون وعدد من المواطنين. فرحمك الله يا زياد، وهنيئاً لك الشهادة وأنت تلحق بأخويك حسن وهاني. رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا والملتقى الجنة بإذن الله تعالى