الشهيد / سهيل بكر مجاهد عشق الجنان وحورها
الشهيد القائد المجاهد/ سهيل علي بكر "أبا طه" قائد منطقة تل المجاهدين في كتائب المجاهدين ما أجملها من لحظات، عندما تختلط دماء وأشلاء المجاهدين مع بعضهم البعض، لتخضب ثرى فلسطين وتحفر فيه: "دمنا واحد وهدفنا واحد، وغايتنا هو الله"، فكيف لنا أن نصف هؤلاء بحبهم وعشقهم لوطنهم...كيف لنا أن نثري تاريخ هذه الأمة بأمجادهم؟!!. رجل من رجالات هذه الأمة والتي قلما تجود بمثله نساء هذا الزمان من مواليد غزة تربى وعاش على روح المغامرة وحب التحدي فكانت له صولات وجولات قبل أن ييسر الله له طريق الهدايه والجهاد في سبيله, وكان ممن يشار له بالبنان في الإقدام وحبه الشغوف للشهادة في سبيل الله, طمعاً في جنة الله, فكانت حياته لله حتى ساعة الرحيل. الميلاد والنشأة: ولد شهيدنا القائد/ سهيل علي بكر بتاريخ 1/1/1981م في قلب مدينة غزة، حيث تقطن أسرته في منطقة تل المجاهدين، فتربى على يد أسرته المتواضعة تربية إسلامية، فقد ولد وترعرع في ظل أسرة عرفت بالتدين والأخلاق الكريمة وحب الإيثار والعطاء والتضحية. فكان ترتيبه في العائلة الرابع بين إخوته، فقد أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة النصر الابتدائية الخاصة، و حاز على شهادة المرحلة الإعدادية من مدرسة اليرموك الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الكرمل الثانوية لينهي تعليمه الثانوي بتفوق. ثم التحق شهيدنا بالجامعات الأردنية فتخرج بدرجة الدبلوم، وبسبب العدو ومنعه للشهيد من مغادرة القطاع، قرر أبو طه الالتحاق في جامعات الوطن فانتسب إلى جامعة الأقصى تخصص "التربية الفنية" صفات تميز بها الشهيد: تميز أبو طه كما يشهد له الجميع: "كان مطيعاً جداً وإلى أبعد حد .. تطلب منه أي شيء فيفعله دون تردد ولا يرد طلبا لأي أحد كان، وملتزم جداً بعبادته وحريصاً عليها.. يحبه الجميع لأنه لم يقصر في حق أحد ولم يغضب أحداً أبداً.. لا يفرق بين ابناء فلسطين...يعامل الجميع بصدر رحب وبمعاملة أخوية". تميز سهيل منذ صغره بالشجاعة والإقدام، بدا حياته كأي طفل .. إلا انه كان شديدا في الحق فكان يغضب إذا رأى أي سلوك خاطئ .. وكان يحافظ على صلاة الجماعة وصيام النوافل منذ صغره .." كان لسهيل علاقة طيبة مع أهله وجيرانه فكان حريصاً على طاعة والديه وكان حنوناً على الأطفال، وكان يحترم الجميع ويحرص على إرضائهم. في صفوف المجاهدين: التحق شهيدنا سهيل بكر في صفوف كتائب المجاهدين منذ بداية الانتفاضة فكان من أوائل من التحق بالكتائب، ولأنه كان صاحب مبادرة واستثمار الوقت وحب العطاء وعشق الجهاد والشهادة فقد كان يجمع في عمله في الساعة الواحدة أكثر من مهمة جهادية ويقوم بتنفيذها على أكمل وجه، لكل هذا كلف الشهيد القائد بعدة مهام جهادية كان من بينها: · قائد منطقة تل المجاهدين. · أحد الأعضاء المميزين في كتيبة التصنيع الحربي. · أحد قادة وحدة الرباط في الكتائب. · عمل شهيدنا قائداً للمكتب الإعلامي للكتائب. · أحد مجاهدي الوحدة الصاروخية.
بالإضافة إلى مهام أخرى كان يكلف بها من قبل القيادة فكان لا يتأخر أبداً. ومن الجدير ذكره أنه أثناء انشغال شهيدنا بجميع هذه الأعمال الجهادية في آنِ واحد كان ملتزماً في دورة لأحكام التجويد كإحدى فعاليات الجهاز الدعوي في الكتائب، حيث كان شهيدنا حريصاً على حفظ آيات من القرآن الكريم. موعده مع الشهادة: كان يوم الثلاثاء 7/2/2006م هو اليوم المشهود الذي طالما انتظره الشهيد سهيل علي بكر، ليلقى الله على ما أحب، حيث كان في طريقه للمشاركة في حفل تأبين الشهداء ياسين برغوت ونصر مرشود وهاني القايض، الشهداء الثلاثة الذين اغتالتهم الطائرات الصهيونية قبل ثلاثة أيام، وأثناء تحضيرات شهيدنا لحفل التأبين مع رفيق دربه الشهيد القائد محمد عطية أبو شريعة، استقل الشهيد سيارته مع رفيق دربه وذلك لأداء مهمة جهادية كلفا بها، استقل السيارة وهو يرسم ابتسامة رائعة على وجهه ومحياه، وفي هذه الأثناء أطلقت طائرات العدو الصهيونية ثلاث صواريخ على السيارة التي كان يستقلها القائدين سهيل ومحمد، وقد استشهد المجاهدين على الفور لينال الفارسين ما تمناه طيلة حياتهم، إنها الشهادة في سبيل الله التي عمل لها أبا طه كثيراً...