تصدّع يضرب جدران منظومة الأمن الصهيونية
المكتب الإعلامي - نابلس
اعتبر خبراء ومختصون في الشأن "الإسرائيلي" أن تصريحات رئيس شعبة الطاقة البشرية في جيش الاحتلال الجنرال حجاي طوبولنسكي الأخيرة حول ارتفاع نسبة الهروب من الخدمة في جيش الاحتلال لحدود 50% تعكس حجم التصدعات والأزمات الداخلية التي تعصف بقوات جيش الاحتلال .
وأكد المختصون في أحاديث أن توليفة المجتمع "الإسرائيلي" والنظريات التي كانت تفرض عليهم من قبل اليمين المتطرف باتت مهمشة داخل المجتمع "الإسرائيلي", مشددين على أن الجيش "الإسرائيلي" بات يعاني من العديد من المشاكل الداخلية بخلاف التهرب من الخدمة .
وكان الجنرال حجاي طوبولنسكي قد صرح خلال مؤتمر اقتصادي في "تل أبيب" بأن نحو نصف "الإسرائيليين" لا يلتزمون بالعمل في صفوف الجيش "الإسرائيلي"، موضحا أن نصف المتهربين من الخدمة مشمولون في الخدمة الإجبارية فيما النصف الأخر يتهرب من الخدمة بحجة التدين .
وبحسب القانون "الإسرائيلي" المعمول به حاليا فإنه يتوجب على كل "إسرائيلي" بلغ السابعة عشرة من العمر أن يخدم بشكل إجباري في صفوف الجيش "الإسرائيلي" لمدة ثلاث سنوات بإستثناء الأقلية العربية .
هالة زائفة
وأكد الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي أن الارتفاع الكبير في نسبة التهرب من الخدمة العسكرية الإجبارية المطبقة في (إسرائيل) يمثل برهانا واضحا على انقشاع الهالة الزائفة التي كانت تبنيها ماكينة الدعاية والإعلام "الإسرائيلية" حول الجيش الذي لا يقهر .
وأضاف الشرقاوي:" أصبح التفوق العسكري "الإسرائيلي" اسطوانة مشروخة لا تنطلي حتى على "الإسرائيليين" الذين يفرون من الخطر المحدق بهم في حال خدمتهم في صفوف جيش الاحتلال بعد ما حصل في جنوب لبنان وقطاع غزة من عمليات نوعية في صفوف الجنود وظهورهم بمظهر ضعف وجبن ".
وتابع :" انعدام الثقة بالجيش "الإسرائيلي" تجاوز الجمهور والمواطن العادي حتى باتت الحكومة نفسها تفقد الثقة بقدرة الجيش على التفوق في أي مواجهة وهو ما دفعها لالتزام الصمت وعدم الرد على عملية حزب الله الأخيرة لتيقنها بأنها ستفتح على الجيش بوابة جحيم هو في غنى عنها ".
وبيّن أن الأخبار المتلاحقة والمقلصة التي تنشرها الرقابة العسكرية "الإسرائيلية" حول أعداد المنتحرين في صفوف الجنود وخاصة من قوات النخبة التي خاضت معارك مع المقاومة في غزة تظهر مستوى الخوف والضغط النفسي الذي يعيشه جنود الاحتلال .
وتوقع الشرقاوي أن تلجأ القيادة العسكرية لجيش الاحتلال في أي حروب مقبلة إلى اعتماد الضربات الجوية وتحييد القوات البرية عن الالتحام والمواجهة مع عناصر المقاومة، مضيفا أنه "رغم أن الضربات الجوية لا تحسم أي معركة ولكنها الخيار الوحيد المتاح لقيادة جيش الاحتلال حاليا في ظل عجزهم عن ترميم قوة الردع أو استعادة نظرية الجيش الأقوى.
تبدل الأولويات
وعزا الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" انطوان شلحت ارتفاع نسبة الهرب من الخدمة العسكرية لاعتقاد غالبية الشباب "الإسرائيليين" بأن الخدمة الإجبارية تهدر فرصتهم للتقدم في حياتهم المهنية بالإضافة إلى تراجع العوامل الفكرية التي كانت تحفز الشباب للخدمة من باب الوطنية والقومية والنظريات الأمنية التي تلقن لهم .
وأضاف شلحت:" المواطن "الإسرائيلي" أصبح يبحث عن حياة الترف والرفاهية وينأى بنفسه عن مواطن العسكرية وما قد يعرض حياته للخطر " , موضحا أن انطلاق هذه التصريحات من مستويات رسمية قيادية يعبر عن استشعارهم بالقلق من هذه المعطيات والبيانات .
وقال :" اليمين المتطرف المسيطر على سدة الحكم في "اسرائيل" يعتمد في خطابه على نظرية الدولة الأمنية وأن "اسرائيل" تواجه خطراً كبيراً ولمواجهته يجب تجنيد كل فئات وموارد الشعب لهذا الهدف ".
وبيّن أن التهرب ورفض الخدمة العسكرية والانتحار والجرائم المتكررة في صفوف الجيش "الإسرائيلي" سواء سرقة أو تحرش واغتصاب تعكس حجم التحولات داخل المجتمع "الإسرائيلي" ككل وليس المؤسسة العسكرية فقط .
وكانت تقارير صحفية "إسرائيلية" قد كشفت عن وقوع 90 عملية سرقة لأسلحة خلال العام المنصرم 2014، وخلال العدوان على غزة اختفت أكثر من 30 قطعة سلاح من مخازن الأسلحة في الميدان، وأكّدت التقارير على أنّ معظم الأسلحة المسروقة تُستخدم في الحرب بين العصابات وبعضها يتم بيعه إلى ما أسمته المصادر بالجهات المعادية، وأنّ أكثر الأسلحة سرقة من مخازن الجيش هي بندقية من طراز (M16).
هبوط متواصل
ومن جانبه، أكد الخبير في الشئون "الإسرائيلية" ناجي البطة أن الإحصائيات والتصريحات الأخيرة حول واقع جيش الاحتلال تظهر عزوف المجتمع "الإسرائيلي" عن ثقافة التهويل التي تنتهجها القيادة "الإسرائيلية" والتي تنظر لقاعدة حمل السلاح طوال الوقت .
وبين البطة أن من بين النظريات والقواعد التي تغرس في ثقافة الشباب "الإسرائيلي" بخلاف ضرورة العنصر الأمني لاستمرار تواجد (اسرائيل) هي أنهم يعيشون لوحدهم ويصنفون أنفسهم بأنهم فوق القانون.
وأضاف :" إتباع الجيش "الإسرائيلي" لقاعدة هانيبال التي تتيح قتل الجندي المأسور لضمان عدم وقوعه في يد الطرف الآخر تجهض شعور الجندي بالحماية خلال الالتحام فقد يكون مقتله على أيدي زملائه ".
وشكك البطة بمصداقية المعلومات الصادرة عن الرقابة العسكرية "الإسرائيلية" حول أعداد الجنود المنتحرين، مردفا :" الحرب الأخيرة على غزة كشفت زيف وكذب الرقابة "الإسرائيلية" أمام الجميع وأظهرت مصداقية المقاومة وهو ما يساهم في زيادة شك الجمهور "الإسرائيلي" بأي معلومة يتلقاها من هذه المؤسسة ".