على حدود غزة.. قادة الاحتلال "يستجدون" أصوات ناخبيهم
المكتب الإعلامي - القدس المحتلة
لم تمنعهم الظروف الجوية، أو حتى المخاوف الأمنية، من الذهاب إلى حدود غزة ليبثوا لها أشجانهم الداخلية، مستجدين ناخبيهم بالتصويت لهم من خلال الكيل بمزيد من الاتهامات لخصومهم، أو برفع وتيرة التهديد والوعيد لغزة وأهلها الذين صمدوا أمام ثلاث حروب خاضها الاحتلال خلال 6 سنوات.
تحالف المعسكر الصهيوني في انتخابات الكنيسيت بقيادة "هيرتسوغ" وجد في حدود غزة والتلال المشرفة عليها منصته للحديث عن النظريات الأمنية التي ينوي تطبيقها في أعقاب تحقيق فوزه بانتخابات الكنيست العشرين المتوقع أن تجري في السابع من مارس المقبل.
وهذا التحالف يضم حزب العمل اليساري كما يعرفه البعض فيما يعرفه البعض الآخر بحزب وسط (مركز) وبين حزب الحركة وهو الحزب الذي شكلته "تسبي لفني" في الدورة الانتخابية الحالية بعد انشقاقها عن حزب كاديما عندما خسرت المنافسة على قيادة الحزب مع شاؤول موفاز.
وخلال الجولة التي نفذها ممثلو تحالف هيرتسوغ، الذي ضم طاقماً أمنياً كبيراً، قال هيرتسوغ: "نحن ننوي اعتماد نظرية أمنية تقوم على الدفاع والردع، واستبدال الاستراتيجية القائمة باستراتيجية المبادرة وبناء المستقبل وخلق أفق".
وأضاف قائلا: "غزة ما زالت قنبلة موقوتة، ونتنياهو فشل في معركته مع حماس، نحن سنتحرك بشكل سريع حتى نوفر الأمن لسكان محيط غزة، وسنقوي منظومة القبة الحديدية، وسنعيد الجنود إلى التمركز داخل التجمعات السكانية هنا، وسنعمل على إيجاد معيق داخل الأرض يمنع الأنفاق، وسنضرب الإرهاب بحزم، ولن نحرر أسرى، ولن نتحدث مع حماس".
وتابع بالقول "سوف نضع مشكلة غزة على رأس جدول الأعمال الدولي، وسنجند العالم معنا ضد حماس من خلال استصدار قرار من مجلس الأمن لنزع سلاح غزة، وسنقترح نزع السلاح مقابل إعادة تأهيل الاقتصاد، وسنعمل على الفصل والتفرقة بين حماس والسكان المدنيين، وبالعمل المشترك مع حلفائنا الإقليميين والدوليين سنعمل على تغيير الواقع في المنطقة".
من جهتها، قالت "تسيفي لفني" لو كان رئيس الحكومة نتنياهو "يتمتع بالمسؤولية، لكان الواقع في غزة وفي محيطها مختلفا تماماً، فقبل 5 شهور وضعت على طاولة الحكومة اقتراح قرار ملزم بنزع سلاح غزة، ومنع تعاظم قوة حماس، وتغيير الحكومة في غزة بحكومة غير إرهابية، والعودة إلى المفاوضات دون شروط مسبقة، لكن بدل من تبني هذا القرار فضل نتنياهو أن يقول نعم لحماس".
أما مرشح المعسكر الصهيوني لمنصب وزير الدفاع "عاموس يدلين"، قال بأن نتنياهو "فشل في الأمن مع أنه صرح بأنه سيكون قويا وصلبا بمواجهة حماس، إلا أن الواقع أثبت ضعفه مقابل حماس عبر 50 يوما من تساقط الصواريخ على إسرائيل. فنتنياهو اختار الحفاظ على حماس كعنوان لإجراء مفاوضات معه"، على حد تعبيره.
وعلق وزير الدفاع السابق "عمير بيرتس"، قائلاً "أنصح المخربين بأن لا ينخدعوا، فأنا شهدت هيرتسوغ وليفني في اجتماعات خاصة وضيقة جداً، ورأيت كيف أنهم يأخذون قرارات صعبة لا هوادة فيها، وهم قادرين على ذلك، فنحن نتحدث عن طاقم يستطيع أن يجمع ما بين الأمن بدون أي تساهل، وبين مسار سياسي يعتبر الطريق الوحيد الذي يستطيع مجابهة هو الإرهاب".
أما عضو الكنيست "بار ليف"، فقال بدوره "في هذه اللحظات تحفر الأنفاق من تحت أقدامنا وتحت بيوت المواطنين (المستوطنين) من سكان محيط غزة، ونتنياهو لا يحرك ساكنا، فهو شخص متردد استغرق 10 أيام خلال حرب الجرف الصامد في فهم حقيقة بأنه يجب أن تدمر الأنفاق. نتنياهو فشل ونحن سنصلح الخلل ونحمي سكان الجنوب ومواطني إسرائيل".