الحج إنتصار متجدد للإسلام
تاريخ النشر : الثلاثاء , 16 نوفمبر 2010 - 3:44 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
الحج إنتصار متجدد للإسلام
بقلم الأستاذ/ أبو بلال المتحدث الرسمي بإسم كتائب المجاهدين
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27
لم ينفك إبليس لعنه الله طوال العام على أن يغوي الإنسان بكافة الوسائل، ولم ينفك شياطين الإنس أن يحيكوا المؤامرات على الإسلام والمسلمين حتى يكسروا شوكة الدين ويفككوا عراه، ويجعلوا أمتنا فرقاً وشيعاً، إنها مؤامرات عظام يدبرها شياطين الإنس والجن ضد الإسلام وأهله، لكن ما يغيظهم جميعاً هو هذا المشهد الذي نحياه هذه الأيام المشهد الذي يجتمع فيه المسلمون من شتى بقاع الأرض، دون تمييز للون أو جنس أو شكل أو عرق، إنهم أبناء الإسلام العظيم، أتباع محمد عليه الصلاة والسلام جاءوا من شتى بقاع المعمورة ليعلنوها وبمليء الأفواه توبة خالصة لله عز وجل، متبرئاً من كل الذنوب والمعاصي، إنهم جاءوا متجردين من كل شيء إلا قيم الدين السامية، متجردين من زينة الدنيا وزخرفها ومبقين على حب الله ورسوله، إنه لمشهد بالغ الروعة والجمال يتكرر فينا كل عام، فهذا إنتصار كبير لأمتنا التي للأسف اختلفت في كل شيء، ولكن هنا في مكة المكرمة تتفق على شيء واحد وهو مرضاة الله العزيز الجبار.
كم نحن بحاجة لأن يتكرر المشهد الوحدوي الجميل في كل شيء في حياتنا، كم نحن بحاجة لأن نزيل عن أمتنا غبار الفرقة والتشرذم... هي مدرسة الحج العظيمة التي ينهل منها كل مسلمي الأرض على إختلاف أشكالهم، التي يجب أن تمسح أثار الانهزامية والإحباط الذين وللأسف الشديد أصبحا يسيطران عليلنا وعلى تفكيرنا.
وإذا قسنا الأمور من زاويتنا نحن الفلسطينيين فإن هذه الأيام وهذا التجمع الإسلامي الكبير نحن بحاجة إليه أكثر من غيرنا، لأنه وللأسف ما زال الانقسام سيد الموقف في فلسطين، وما زالت الفرقة تعمر ديارنا بالرغم مما يعانيه شعبنا من ويلات واعتداءات من العدو المفسد... يستمر الانقسام والعدو يزيد من لهجته العدوانية بشن حرب على غزة الصامدة المحاصرة، ويأتي موسم الحج مع هذه التداعيات العظام، فنقول ونأمل من المولى القدير أن تكون لنا نعم الواعظ والمرشد بأن نسرع في الحوار بخطىً دءوبة حتى نرضي الله عنا ونريح أبناء شعبنا ونكمل مشوارنا الجهادي حتى تحرير البلاد والعباد، وليتجلى المشهد الوحدوي في الحج هنا في فلسطين ولنجرد قلوبنا من الحزبية والتعصب ولنجعلها خالصة لوجه الله، ونضع مصلحة الوطن نصب أعيننا لأن قطار الموت الصهيوني سوف يدوسنا جميعاً إن لم نوقفه بقوة إيمانية موحدة.