انتفاضة القدس.. اتساع بـ"خارطة منفذي العمليات" وزخم متواصل
المكتب الإعلامي - وكالات
لم تكن تصريحات قادة أمن الاحتلال الأخيرة حول انخفاض ملحوظ في موجة العمليات في الأسبوعين الأخيرين إلا إيذانا بموجة شديدة وعنيفة من الهجمات التي أكسبت الانتفاضة زخما جديدا وأدخلت كافة فسيفساء فلسطين في قلب المعركة.
وبعد أن اقتصر الزخم في بدايات الأحداث الراهنة على مناطق جغرافية محددة دون غيرها أكدت سلسلة العمليات الأخيرة اكتمال المشهد بمشاركة الكل الجغرافي في تنفيذ هجمات متزامنة وغير منسقة أربكت الاحتلال الذي أقر أن سلسلة الهجمات الأخيرة لو كانت منسقة ما كانت لتخرج بهذا التناغم.
ولم يجد مراسل القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني من يجامله وهو يعد تقريرا في المناطق التي انحدر منها منفذو العمليات الأخيرة في يافا وبيتح تكفا والقدس وهو يسير في شوارع حجة وأزقة القدس، حيث كانت إجابات الناس تشير إلى الفخر بما صنعه الشهداء.
عمل منسق بلا تنسيق وكان لافتا إجابات المواطنين له والتي تدل على أن الفلسطينيين جسد واحد، فمن قابلهم من الشمال أكدوا أن إعدام السيدة أبو طير في القدس فجر الموجة الجديدة من العمليات واستفز كل فلسطيني، فيما أكد من قابلهم من أهالي القدس بأن الطريقة المستفزة التي ظهر فيها فيديو إعدام الشهيد مصالحة بعد تنفيذه عمليته والكلمات النابية من قبل المستوطنين وقتله بالسكاكين ما كان ليمر دون موجة غضب فلسطينية.
وشكل الثلاثاء الأسود على الاحتلال يوما مقيتا امتدت فيه المقاومة بشكل لافت لمناطق لم تكن في مركز الأحداث، حيث تنوعت العمليات بين القدس وبيتح تكفا ويافا وصولا إلى أقصى صحراء النقب، حيث أطلقت النار قرب مفاعل ديمونة فيما توزع المهاجمون بين القدس وبلدتي الزاوية ومسحة في سلفيت وحجة في قلقيلية، وكان لافتا أنهم أول المهاجمين الذين يشاركون في هجمات طعن أو إطلاق نار من مناطقهم.
وبتتبع وسائل إعلام الاحتلال في تحليلاته عقب سلسلة هجمات الثلاثاء كان الإرباك واضحا، وكان المحللون وقادة الاحتلال غير قادرين على إقناع الجمهور الصهيوني بهذا التجدد الواسع بعد سيل الطمأنة، وكان الارتباك أكثر عند الحديث عن مناطق المنفذين، وكيف تتم سلسلة العمليات بهذه الطريقة المتناغمة دون تنسيق؟ وكيف يحدث كال هذا دون إنذارات مسبقة!!
الزخم المتواصل ويشير الناشط محمد البرغوثي إلى أننا اعتدنا على سماع مناطق (القدس، مفرق غوش عتصيون، حوارة، زعترة، قلنديا)، في غالبية الأحداث في الانتفاضة الحالية ليضيف الشبان أسماء جديدة لتلك القائمة ويوسعوا دائرة الاستهداف.
وأضاف: "جميع المحافظات والبلدات تشارك في انتفاضة القدس، ولكن الجغرافيا تفرض نفسها أحيانا، فتبرز مشاركات لمناطق أكثر من أخرى، سيما من هم على صفيح دائم مع المستوطنين، فيكونون في بؤرة الفعل وردة الفعل بشكل دائم أكثر من غيرهم".
ويتوافق مع ذلك مهند مصالحة أحد أقارب الشهيد بشار مصالحة؛ إلى أن ممارسات الاحتلال ومستوطنيه هي المحرك الأساسي لتوسع دائرة العمليات.
وأضاف: "لا يمكن عزل الأحداث بمناطق دون أخرى، فمقطع فيديو مستفز كفيديو تصفية الشهيد مصالحة وحده كفيل بإثارة الأحداث من جنين إلى رفح".