التنسيق الأمني ... والصعقة الكهربائية
تشعر عندما يذكر التنسيق المني بنار تحرق قلوب الأحرار ، ويشعر الجسد أنه تعرض لصعقة كهربائية تكاد أن تحرقه ، وتدمر الأخضر واليابس، ولاشك أن موضوع التنسيق الأمني من اكبر المسائل التي تشغل بال الفلسطينية وتثير مجموعة من الجوانب التي تحتاج إلي تحليل وإيضاح، ولعل من اخطر نتائج التنسيق الأمني هي بناء عقيدة أمنية فاسدة لدى عنصر الأمن الفلسطيني ليتدرج بخطوات ثابتة تم رسمها بالفلجار وتحويله إلى أداة أمنية لخدمة مصالح العدو على كافة المستويات ، ففي حين تعرفت المقاومة على اللغة الحقيقية التى يفهمها العدو الصهيوني وهي لغة القوة والتي من خلالها صنعت قراراً اقليميا يحفظ الكيفوية الفلسطينية ، وحافظ على شرعية المشروع المقاوم بكافة أطيافه وألوانه في ظل الطقس السياسي المتغير بين الصيف والشتاء , ولكن مع الفشل المتكرر والمستمر لمفاوضات التسوية , وفي مقابل استمرار" إسرائيل" في فرض تزييف الحقائق علي الأرض , بات خيار التسوية وأصحابه والمنادين بأصوات التنسيق الأمني تتراجع خطوات إلى الخلف , وفقد كل أوراقه السياسة السوداء ليواجه في النهاية حائطا مسدودا , وفي كل مرة كان هناك علامات استفهام , استمرار التنسيق الأمني واحدة من الأسئلة التي توجب علي أصحاب خيار التسوية الإجابة عنها ؟
أ . نائل أبو عودة
مفوض العلاقات الدولية