“العزاء” بدلا من “أجواء التوجيهي” في منزل “الفراشة” سوسن
بعد أربعة أيام على استشهادها، وعشية انطلاق امتحانات الثانوية العامة، شيعت عائلة الشهيدة سوسن منصور جثمان ابنتها التي أعدمت على حاجز عسكري مقام قرب قرية بيت اكسا شمال غرب القدس، لتُغيب سوسن للأبد، ومعها ابتسامتها والأفراح التي انتظرتها العائلة بنجاح ابنتها المتوقع.
سوسن ابنة قرية بدو الواقعة شمال غرب القدس، تصفها عائلتها بـ”فراشة الدار”، حيث تعرفها بابتسامتها التي لازمتها طوال سنوات عمرها القصير، قبل أن تنهي ذلك ثلاث رصاصات اخترقت جسدها صباح الإثنين الماضي، بعد أن اتهمتها قوات الاحتلال بمحاولة طعن جنود على الحاجز غير البعيد من قريتها.
وتؤكد عائلة الشهيدة سوسن أن جثمان ابنتها كان ملقى على بعد نحو 15 مترا عن الحاجز، أما الجنود فكانوا خلف سياج فاصل، متسائلة عن كيفية تنفيذها عملية طعن في هذه الظروف ومن هذه المسافة، ومستنكرة عدم محاولة الجنود اعتقالها أو إطلاق النار في الهواء بدلا من رميها بالرصاص بدم بارد دون أن تشكل أي خطر عليهم.
ويقول والد سوسن، إن سلطات الاحتلال استدعته إلى معسكر “عوفر” المقام غرب رام الله بعد جريمة الإعدام لإبلاغه بالخبر، وخلال ذلك اعتذر ضابط بجيش الاحتلال منه على قتل ابنته، ليرد الأب سائلا: “وماذا ينفعني اعتذارك؟!”، ما يزيد من يقين العائلة بأن ابنتها أُعدمت بدم بارد، في الوقت الذي كان تستعد فيه لاختتام مرحلة أولى هامة من حياتها.
واندلعت عند حاجز بيت اكسا بعد ظهر اليوم مواجهات بين عشرات الشبان من أبناء بدو، وقوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز الذي أعدمت عنده الشهيدة.
وأفاد شهود عيان أن المواجهات اندلعت بعد اعتداء قوات الاحتلال بقنابل الغاز وقنابل الصوت على مسيرة انطلقت باتجاه الحاجز، وذلك استجابة لدعوات أطلقها نشطاء من القرية للتظاهر احتجاجا على جريمة الإعدام، وللمطالبة بتسليم جثمان الشهيدة.
و سلمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيدة سوسن على حاجز الجيب العسكري الذي يفصل بين رام الله والقدس، وذلك بعد أن كانت قد أبلغت بأن التسليم سيتم عند معسكر “عوفر” المقام غرب رام الله.
وأُعلن في بدو الحداد العام وأغلقت المحلات التجارية في القرية، ليقام لـ”الفراشة سوسن” تشييع مهيب بعد صلاة العصر، حيث أدت الجموع صلاة الجنازة على جثمانها في مسجد عبدالله بن جابر وسط القرية، ثم تمت مواراتها الثرى في مقبرة القرية.