"ضخم ظاهريًا وفاشل بجوهره" ... ضابط صهيوني كبير: السور حول غزة لن يوقف الأنفاق
قلل ضابط كبير ومتقاعد في جيش الاحتلال من تأثير السور المزمع تشييده حول قطاع غزة على الأنفاق الهجومية القادمة منه، قائلًا إنه "سيكون بالإمكان تجاوز هذا العائق".
ونقل على لسان العقيد "يوسي لنغوسكي" الذي شغل حتى عام 2005 منصب مستشار قائد الأركان لشؤون الأنفاق قوله إن "سورًا كهذا سيشكل عائقًا ولكن يمكن تجاوزه".
وأضاف في حديث نقله المحلل العسكري الشهير "يوسي ملمان" أن لديه الكثير من الملاحظات حول المشروع، لكنه لن يكون بإمكانه الإدلاء بها أمام الإعلام نظرًا لحساسية المسألة، قائلًا "أخشى من أننا نتحدث عن مشروع ضخم ظاهريًا وفاشل في جوهره".
وقال "ملمان" إن "لنغوتسكي" التقى خلال السنوات العشر الماضية مع ثلاث قادة للأركان منهم: موشي يعلون ودان حالوتس وبيني غانتس، بهدف استشارته حول خبرته الطويلة بالأنفاق.
أما قائد الأركان الحالي "غادي آيزنكوت" فقد استدعى مؤخراً "لنغوتسكي" لاستشارته بمسألة كيفية محاربة الأنفاق، وأعرب الأخير عن فرحته قائلًا "بعد سنوات من تجاهل نصائحي وتحذيراتي فإنني سعيدُ لقبول دعوة آيزنكوت وأؤدي أمامه التحية العسكرية".
وتبين أن "آيزنكوت" استدعى "لنغوتسكي" قبل أسبوعين إلى مكتبه بمقر وزارة الجيش بتل أبيب لجلسة استشارة حول أنفاق غزة وأنفاق مفترضة من لبنان، فيما يحسب له إقامة وحدة شعبة الاستخبارات الخاصة وكذلك مسئوليته عن الوحدة التكنولوجية بنفس الوحدة وحصل على جائزة "أمن اسرائيل" مرتين.
ويتهم الضابط قادة الجيش بتجاهل تحذيراته على مدار السنوات الأخيرة حول خطورة الأنفاق وأنه لو جرى السير قدمًا بمشروع المجسات تحت الأرض منذ 10 سنوات لما وقعت الحروب الأخيرة مع غزة على حد تعبيره.
وقال: "عندما تطوعت لأن أنشئ مع المعهد الجيوفيزيائي جدارًا أرضيًا زلزاليًا حول غزة قبل 10 سنوات لما كنا قد وصلنا لعملية الجرف الصامد، ذلك المشروع الذي بلغت تكلفته 20 مليار شيقل".
وكانت صحف عبرية كشفت النقاب عن وقف الجيش لخطة لتشييد سور عملاق حول غزة، بغية محاولة لمكافحة الأنفاق.
والحديث يدور عن خطة لتشييد سور إسمنتي بعمق عشرات الأمتار وسيرتفع فوقها، وسيلف حدود القطاع بطول 60 كم فيما تكلفته ملياري شيقل.
وشن الاحتلال عدواناً واسع النطاق ضد غزة استمر 51 يوما في شهري يوليو وأغسطس عام 2014 وخلف أكثر من 2200 شهيد وجرح ما يزيد عن 11 ألف آخرين.
ودفعت عمليات المقاومة بما في ذلك إطلاق صواريخها واقتحام مواقع عسكرية إسرائيلية عبر أنفاق هجومية في تهجير قسري لمستوطني مستوطنات غلاف القطاع على مدار أيام العدوان.