دعا لشد الرحال له..صبري: ما يحدث بالأقصى اليوم أشد خطرًا من حرقه!
أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ وخطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، أن "ما يحدث اليوم في المسجد الأقصى على يد الاحتلال ، هو أشدُ خطرًا مما حدث قبل نحو 47 عامًا، عندما أقدم الصهاينة على حرق المسجد في العام 1969م".
وقال صبري "بدون أدنى شك أن ما يحدث اليوم في الأقصى هو أشدُ خطرًا من حرق المسجد؛ لأسباب كثيرة أهمها أن الاحتلال يريد سحب صلاحيات الأوقاف الإسلامية من إدارتها للأقصى".
وشدد على أنه لا مجال لصد الهجمة المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، سوى شد الرحال له؛ مُضيفًا "هذه هي إمكانياتنا، على العرب والمسلمين أن يتحملوا مسؤولياتهم، لأن الله تعالى سيُحاسب كل من يُقصر تجاه الأقصى".
وأوضح صبري أن هذه الذكرى تذكرنا بحريق المسجد الأقصى المشؤوم وأن الأجيال لن تنسى هذا الحدث الإجرامي؛ فالحريق الذي وقع عام 1969م بمثابة إنذار خطر، لأن الأقصى في خطر حقيقي يُداهمه في كل لحظة.
ولفت إلى أن الحقيقة اليوم هي أن الأقصى في أخطار، أخطار وحرائق، تتمثل : " في الاقتحامات، والحفريات، ومصادرة الأراض، وإقامة الكُنس اليهودية، وهكذا من الإجراءات العدوانية بحق الأقصى.."، مُتستغلين الأحداث العربية والإقليمية التي تنشغل عن الأقصى ومدينة القدس".
ونوه صبري إلى أنه لا فائدة اليوم من مناشدة العالم، ما دمنا نحن مُقصرون تجاهه.
وفي مثل هذا اليوم 21أغسطس/ أب عام 1969م أقدم " دينس مايكل" أسترالي الجنسية الذي أتى لفلسطين سائحًا، على حرق الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، وشب حريق ضخم، التهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة الامعة..
ونتج عن ذلك حرق منبر "صلاح الدين الأيوبي" الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة، وهو المنبر الذي صنعه "نور الدين زنكي"، وحفظه على أمل أن يضعه في المسجد إذا حرَّره، وعندما مات قبل تحريره قام "صلاح الدين" بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد من الصليبيين.
كذلك لحقت أضرار في مسجد "عمر" الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، محراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر"، ومقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا"؛ ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.
كما لحقت أضرار عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، والقبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها، المحراب الرخامي الملون، الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها، وفي ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد.
وأيضًا جميع السجّاد العجمي، مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية، الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.